نظرة رجل..بقلم..عبلة العربى
كباقي جنسه من السادة الرجال نظر إليها على أنها أنثى ..
أنثى فقط .. ولا شيء آخر .. وبدأ يتعامل معها على أساس هذه النظرة المتدنية..
ومع الوقت بدأ يحاول معها تلميحاً علها تلتفت إلى تلميحاته – التى طالما سئمت منها – ولكنها لم تعره أي اهتمام ولم تشعره لحظة إنها انتبهت لما يقول ..
فاضطر إلى أن ينتقل إلى المرحلة الأكثر تأثيراً من وجهة نظره ، وهي التحدث عن جمالها الأخاذ وعينيها اللتين لم ير لهما مثيلا وأخذ يكرر ذلك ولكنها أيضا لم تلتفت ..
من تكون هي إذن ؟
حجر .. كتلة ثلج .. امرأة من عالم آخر ..
توقع كل ذلك ولم يتوقع أبداً أن تكون امرأة تحترم نفسها وتبحث عمن يتحاور مع عقلها لا مع جسدها وأنوثتها التي أصبحت ناقمة عليها لكثرة ما عانته بسببها ..
لم يدرك أن هناك نوعا من النساء لا يبحث عن الحب وإنما يبحث عمن يفهمه ويعي آلامه وأحزانه ..
لم يدرك أن هناك من النساء من كرهت تماما كلمات الحب اللزجة التي أصبحت مجرد آداة لاصطياد ضعيفات القلب والإيمان ..
ولم تيأس منه رغم ذلك لأنها كانت ترى فيه – رغم محاولاته الذكورية المقززة – قلباً طيباً وعقلاً واعياً وبذرة طيبة من الممكن أن تنقيها مما علق بها من موروثات المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه ولا يرى المرأة سوى متاع للرجل ..
ونجحت .. وفازت بقلب صديق وعقل إنسان يعي عقلها ونفسها ويجيد التحاور معهما ..
نجحت في أن تجعله ينظر إليها كصديق .. كإنسان .. كعقل .. بصرف النظر عن جنسه ..
ليتنا جميعا نكون أقوى ..
أقوى في المقاومة حتى مع ضعفنا وعجزنا واحتياجاتنا..
ليتنا نأخذ ممن أمامنا الطيب ونترك السيء ..
ليتنا ندرك أن الصداقة القائمة على الاحترام وتبادل الاهتمام أبقى كثيراً جداً من عاطفة تسيطر علينا حينا ثم تتركنا وقد امتلأنا بالندم ..
الصداقة ما أجملها وما أندرها في مجتمع أخذت فيه الشهوات الزائلة المقاعد الرئيسية ..
عبلة العربي
التعليقات مغلقة.