نظرة رجل داخل طفل صغيربقلم.. بوعون العيد
نظْرةِ رجلٍ داخِل طِفلٍ صَغيرٍ
خرج مسرعا ، ثم أرْقَل في سيره ، فتباطأ مشية ، لكن همٌَ بالجلوس بجانب حائط عاد عليه الدَّهر بكَلْكله ، أراد النَّظرَ والتأمُّل في رِفقة صِباه ، علَّه يَمْـرح ويلعبُ معهم حتى يبدِّد بَعْضا من مُعاناة اللّيالي والنُّهر ، لكن ٱَثر القعود بِهيئته يُسامر الوحدة وبُلغة الحائرِ الوَلهان يُمعِن التحديق بعيدا يتفرَّسُ الحَوَاليَ، وهي حُبْلى بالٱلام ، تتراءى له أمُّه تارة وهي رهينة المَحْبَسين ( البيت ، وعدم رؤية الأخرين) ، هي لاتنفكُّ سَعيا وراء ما يَسُدُّ رمَق جُوع فَلَذَات كبِدها ، كيف لاَ والحاجةُ تُقسِم الظَّهر ، وتُدْمي القلب جِراحًا ، وطَورا من حَمِل اسمه ، ذاكَ الطَّودُ الشامخ الذي لا يكلُّ ولا يملُّ طلبا للرِّزق ، فهو يُضارع الطير تَغدوا خماصا لِترُوحَ بِطانا ، هو جالس مشدُوها لكأنَّه يحاولُ جرَّ المستقبل ليَضعه أمامه ، وهو يزْأر ويَكْلَحُ في وجهه صارخا ألسْتَ منْ عبسْت في وجْه أمِّي وحوَّلته إكفهرارا بعدما كان نضَارةً نعومةً وبهاءً ، أنت من حوَّلت بُستان شَباب أبي المزدان أشجارا وأزهارا ويعبُق ورده أريجاً، إلى أرض جُرُزٍ ، حتى ظهره أضحى مُحْقوقفا جرَّاء صَنيعك ،… أجِبْنِي باللَُه عَليك ، كيف تصْمُتُ أمامي بعدما صِرتُ قادرا على القَوامة، حتى أرسُم البسْمَة الغائِبَة على وجه من هي أحقُّ بِحُسن صُحْبتِي ، وأمسحُ
غُبار المعاناة مِنْ على وجه منْ هو شُعلْةٌ في فؤادي (أبي)…. . أبي أمُّي ٱن الأوان أن تَخرجا من من قَبو الٱهات ،والزَّفرات لتجلسا في باحَةِ الحياةِ، وتُرَدِّدا أحداث الغابر ، وبِبْسمةِ مِلؤها قُرَّة العين وسُؤدد الْعيْش ، وسُلَّمُ النَّجاح وإكْسير السَّعادة ، ثَمَة كان للتُّبان والشِّبْشِبِ ( الشلاكة) أن يَخُطَّا ثَلَمًا من على حقل العُمر ، ومن ظِلِّ الجدار تفيَّأ بعضًا منه ، وفي دُلُوكِ الشَّمس عَودة من رحْلة أُستُرِقت من صَباح ذاتِ يومٍ ،حيث كان المكان تاريخًا وتأْريخا نستعيد ذِكْراه بعد رَدْحٍ من الزَّمن ، وبلغة بالأمس كُنْت هنا …
التعليقات مغلقة.