نظرة في آية….بقلم مدحت رحال
(( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ،
قال كذلك الله ( يفعل ) ما يشاء )) آل عمران ٤٠
(( قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ،
قال كذلك الله ( يخلق )ما يشاء ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون )) آل عمران. ٤٧
وفي سورة مريم قال لزكريا ولمريم عليهما السلام ( هو علي هين )
الشاهد في هذه الآيات :
في زكريا عليه السلام جاء :
( كذلكَ الله يفعل ما يشاء )
وفي مريم عليها السلام جاء :
( كذلكِ الله يخلق ما يشاء )
وفي سورة مريم جاء في الموضعين :
( هو علي هين )
لماذا جاء في زكريا : يفعل
وفي مريم يخلق
والحديث في الحالتين عن الحمل ؟
كما نقول دائما : يفهم المراد من الآيات من خلال سياقها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها والحال الذي نزلت فيه .
الآية الخاصة بزكريا عليه السلام :
تتحدث عن رجل مسن وامرأة عاقر .
أركان الحمل موجودة : رجل وامراة .
أسباب الحمل معدومة : العقر
والذي جعل المراة عاقرا قادر على أن يجعلها ولودا بمشيئته .
فالأمر هنا مرهون بمشيئة الخالق .
( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما )
فكما جعلها عاقرا يجعلها ولودا وأركان الحمل مستوفاة .
فكان المناسب هنا ان تأتي :
( كذلك الله يفعل ما يشاء )
الآية الخاصة بمريم عليها السلام :
تتحدث عن حالة لا تتوفر فيها أركان الحمل .
الأمر هنا ليس علاج حالة خَلقية .
هو إيجاد من عدم إذ لم تتوفر أركان الحمل .
يحتاج في مقاييسنا ألى اكثر من علاج عقم ،
والله يخاطبنا بقدرة عقولنا لا بقدرته .
فجاء بالأصعب في حسابنا وهو الخلق فقال :
( كذلك الله يخلق ما يشاء )
وفي سورة مريم قال في الحالتين :
( هو علي هين )
هنا يتحدث عن مطلق القدرة وليس عن الحدث .
فليس عنده هين وأهون .
مجرد ( كن ) فيكون
( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
التعليقات مغلقة.