موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نظرة في آية…مدحت رحال

368

نظرة في آية…

مدحت رحال

نظرة في آية


(( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك ، قال لن تراني , ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ))

كثيرا ما كنت اسمع هذه المقولة من والدي رحمه الله :
( ما حدا تدلل على ربه مثل موسى عليه السلام )
يقولها ببساطة وبراءة ، يصف فيها علاقة موسى بربه ،
وصل وغيره من البسطاء إلى هذه القناعة من واقع طلب موسى ان يرى رب العزة ،
( رب أرني انظر إليك )
استحثتني هذه المقولة لأن اتدبر ما جاء به القرآن من قصة موسى عليه السلام ،
وهل تدلل موسى على ربه ؟
او هل دلله ربه ؟

قارنت بين إبراهيم وموسى عليهما السلام ،
كلاهما طلبا شيئا لم يطلبه غيرهما من الرسل ،
إبراهيم عليه السلام طلب أن يريه الله كيف يحيي الموتى :
( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال أولم تؤمن ، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )
إبراهيم عليه السلام طلب أن يرى طرفا من آثار قدرة الله عز وجل ،
وكان الطلب ليسكت صوتا في داخله يتوق إلى رؤية كيف يحيي الله الموتى ،
فاستجاب الله له وأراه ،
ولعل هذه القصة قد دفعت بموسى عليه السلام إلى أن يطمح إلى ما أبعد من ذلك بكثير ،
فطلب ان يرى الله عز وجل ،
اظن أن موسى عليه السلام لم يطلب هذه الرؤية هكذا ،
لا بد انه كان له من الأسباب ما شجعه على هذا الطلب الذي لم يطلبه بل لم يفكر فيه أحد سواه ،

كان له في سابقة طلب ابيه إبراهيم عليه السلام رؤية كيفية إحياء الموتى وتحقيقها ما شجعه ، وقد ظن أن هذه كتلك ،
ثم كان له ( فيما اظن ) إحساس بأن له منزلة من الله ، تقرب من الدلال والتدليل ، فقد كلمه الله دون وسيط :
( إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى )

وإني لأرى والله اعلم ، أن في سورة طه ما أستشف منه نوعا من التدليل من رب العزة لموسى عليه السلام ،
دعوني انبه بداية إلى نوع من الخطاب بين الناس ، لأقرب فهم ما ورد في سورة طه ، ( ولله المثل الأعلى )
رجل يخاطب آخر اسمه محمد مثلا في امر خاص بينهما ،
فيقول له : يا محمد اذكر كذا وكذا ، يا محمد الم نذهب سوية إلى مكان كذا ، يا محمد …. يا محمد … يا محمد
يكثر من مخاطبته ب يا محمد ،
هذا النوع من الخطاب ،
ترديد الإسم وما يرافقه من نبرة الصوت وحركة اليد ،
يشعر بالألفة والتقارب والمودة ،
فإذا أسقطنا هذا الفهم على قصة موسى عليه السلام في سورة طه مع فارق التشبيه نجد :
خاطب رب العزة موسى عليه السلام سبع مرات ب / يا موسى في اقل من صفحتين ، منها خمس مرات في اقل من سبعة أسطر ، عدا عن تناثر اسم ( موسى ) في مواضع متفرقة في السورة ،
هذه المناجاة والمناداة ب / يا موسى ، تغمر موسى عليه السلام بالألفة والمودة وتشعره بالقرب من الله ، فكأن الله يحوطه بكنفه وهو يخاطبه هذا الخطاب الرفيق الرقيق ،

هذا الإحساس بالقرب ،
ونداء الله له وتكليمه دون وسيط ،
واستحضاره تلبية الله سبحانه وتعالى طلب إبراهيم كيفية إحياء الموتى ،
جعلت موسى عليه السلام يبالغ في الدلال فيطلب رؤية المولى عز وجل ،
( رب أرني انظر إليك )

وحتى في هذا الموقف لم يرفض الله سبحانه وتعالى طلبه مباشرة ،
بل كان رفيقا به فلا يزال المدلل إن جاز التعبير ،
فقال له : ( لن تراني ) ،
فطبيعتك البشرية الدنيوية لا تتحمل ذلك ،
وليبرهن له على ذلك وأنه كان رفيقا به قال له :
( ولكن انظر إلى الجبل ) الذي هو اقوى واشد
( فإن استقر مكانه فسوف تراني )
إذن فرؤيتك لي مشروطة باستقرار الجبل الذي هو اقوى منك ،
( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا )
فإذا صُعقتٓ من رؤية الجبل المتجلى عليه ،
فماذا سيحل بك لو كان التجلي عليك ؟

من هذا العرض والبيان لحقيقة علاقة موسى عليه السلام بربه سبحانه وتعالى ،
ارى ان في قول من قال :
( ما حدا تدلل على ربه مثل موسى عليه السلام )
ما يبرر ذلك ،
مع مراعاة الأدب والإجلال في ما يقال عن الله سبحانه وتعالى ،

وقد عاتب سبحانه وتعالى رسوله الكريم بمنتهى التلطف والتودد في قضية المنافقين الذين استأذنوه في التخلف عن الجهاد في غزوة تبوك فقال له :
( عفا الله عنك ، لمٓ اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) ،
بينما نرى الخطاب أكثر حدة مع نوح عليه السلام في مسألة ابنه الكافر الذي قال :
( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء )
( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )
قال الله له بعد أن فرغ من صنع السفينة :
( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ،
وما آمن معه إلا قليل ) هود ٤٠
وبعد أن قُضِي الامر واستوت على الجودي ،
نادى نوح ربه فقال :
( رب إن ابني من اهلي وإن وعدك الحق ، وانت احكم الحاكمين )
فهل نسي الله أن ابن نوح من أهله الذين وعد بنجاتهم من الطوفان ليذكره به نوح ؟
الواقع ان نوح هو الذي نسي أن الله استثنى من اهله من سبق عليه القول كما ورد في الآية ( إلا من سبق عليه القول ) ، وكان ابنه ممن سبق عليه القول ،
فجاء الرد الإلهي حازما وحاسما وأقرب إلى التأنيب إن جاز الوصف فقال له :
( يا نوح إنه ليس من أهلك ، إنه عمل غير صالح )
وكان النهي قويا :
( فلا تسألن ما ليس لك به علم ، إني اعظك أن تكون من الجاهلين )

وكما نقول :
لكل مقام مقال ،
التودد واللين والرقة له موضعه
والحزم والحسم له موضعه ، ولو كان من أولي العزم من الرسل ،

والحمد لله رب العالمين
مدحت رحال ،،

التعليقات مغلقة.