(نظرة في المرآة) بقلم الأستاذ الشاعر /مدحت رياض
وجاءَ اليومَ يسألٌني ليلقاني
ألا يا قلبُ هل لازالَ يهواني؟؟
ام استهوتهُ آهاتٌ يلاحظُها
وأن العشقَ في العينين أبكاني؟
أباحَ الليلُ بالأسرارِ أجمعَها
أم الأفلاكُ قد خانت لأيماني؟
أرى في عينِهِ الخرساءَ مسغبةً
تُحيلُ البحرَ أمواجا بوجداني
يحارُ القلبُ إذ يأتي ويطلبني
وذاتُ القلب لو ينأى وينساني
يغيب النبض اياما ويهملني
وإن القلبَ دون النبض سيعاني
وتلك الروحُ إن غابت فما ادري
بدون الروحِ هل أحيا كإنسانِ
كأن اليومَ لا يمضي بلا ألمٍ
يزورُ النَّفسَ أتعبها وأشقاني
بكيت الليلَ تلوَ الليلِ من أرقٍ
ويبقى السُّهدُ زائرني ويرعاني
عيونُ النَّاسِ تؤلمني وإن نظرتْ
تزيد اليأسَ والشكوى وأشجاني
يمرُّ الوقتُ لا يمضِي ولا يأتِي
ويُمضي الوقتَ في لهوٍ وينهاني
بطيفِ الحبِّ يُرسلُه يُعَنِفُنِي
إذا ما غابَ عن بالٍ وعن آنِ
يمينُ اللهَ أُقسِمُها بأن أقسُو
سنونُ العمرِ كفاراتُ أيماني
أيأتي اليومَ يطلبني ولا ادري
أعيشُ اليومَ أم أنسَى فينساني
نسيتُ الفرحَ مذ غبْنا بلا أملٍ
وعافَ الوردُ دونَ الحبِّ أغْصَاني
وسادَ الصمتُ وادينا بلا رَجْعٍ
يعيدُ الروحَ تعزفُ لي بألحاني
وصارَ البحرُ لونَ الأرضِ والدُّنيا
بلا طعمٍ اذا ما كان ألواني
يصيحُ القلبُ في صدري مسامِحةْ
وتلكَ الروحُ قد غنَّتْ لغفراني
إذا ما رامَ كُحلَ العينِ يأخذُهُ
فليتً اليومَ طولَ اليومِ يلقاني
فلا إن غابَ عن عيني يُبَارِحْها
ولا إن تاهَ عن دربي وعنواني
سحابُ العشقِ طولَ العمرِ في مطرٍ
وكلُّ الغيثِ في عينيكَ أرواني
كذبتُ اليومَ إذ كابرتُ واصْطَنَعَتْ
دموعُ العينِ أسوارا لوجداني
وذاكَ الصدقُ في عيني و يلمحُهُ
بلْ العينين كُحِلَتَا بإذعاني
(نظرة في المرآة) بقلم الأستاذ الشاعر / مدحت رياض
التعليقات مغلقة.