نعمة المطر
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
سقاها إلهُ الناسِ غيثاً ربوعيا….فأمستْ بهِ كلُّ الرياضِ زواهيا
وقد ساقَ ربُّ الناسِ مُزناً فأسكبتْ….دموعاً غزاراً قد أعمَّتْ بلاديا
فصارتْ بفضلِ اللهِ مصرُ وأهلُها….برزقٍ وفيرٍ قد أصابَ النواحيا
فأنبتَ منهُ الزرعَ كم سرَّ ناظراً….وأحيا بهِ مَيْتَاً وغطَّى الروابيا
وأمستْ وجوهُ الأرضِ بالغيثِ رطْبةً……كمُخضرِّ ثوبٍ بعدَ أنْ كانَ باليا
فمزَّقَ ثوبَ القبحِ عن كلِّ بقعةٍ.. ..وأعطاها ثوبَ الحسنِ مازال كاسيا
شبعنا من الغيثِ الذي هو مِنَّةٌ…. وكم منةٍ للهِ حلَّتْ بأرضيا
وما سدُّ إثيوبيا وإنْ كانَ مُجحِفاً……بمانعِ فضلِ اللهِ إنْ كانَ آتيا
وكم يبتدي ربُّ العبادِ بفضلِهِ……هو المُبتدي بالفضلِ كم جادَ مُعطيا
فمن ذا الذي خلقَ الوجودَ بحكمةٍ…….ومن ذا الذي رزقَ المُطيعَ وعاصيا
ومن ذا الذي وهبَ العبادَ جميلَهُ……ومن ذا الذي ساقَ الغيوثَ هواميا
وما قيمةُ الأموالِ إنْ أضحى ماؤُهُ……محالاً على الآنامِ غوراً ونائيا
سلامٌ على الدنيا إذا المرءُ قد نسى…..عجائبَ ألطافٍ وقد عاشَ غافيا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.