موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نعود لباب الحارة و الحملة الفرنسية على مصر… سيد جعيتم

466

نعود لباب الحارة و الحملة الفرنسية على مصر:
من كتابي عرق الحارة المصرية

سيد جعيتم

قضت الحملة الفرنسية بمصر ثلاث سنوات، فرت قوات الحماية العثمانية أمام جيش نابليون، وفشل أمراء المماليك بقيادة مراد بك وإبراهيم بك في التصدي للحملة، انسحب إبراهيم بك بقواته إلى الشرقية ومنها إلى الشام، وتراجع مراد بك إلى الصعيد ليحتمي به ويناوش الفرنسيين منه، وأصبحت القاهرة والدلتا خالية من أية قوات نظامية يمكنها التصدي لحملة بونابرت، دخل في ظن السار عسكر نابليون أن الأمور قد استقرت له، ولكنه فوجئ بأن أولاد البلد من المصريين الذين حُرّم عليهم حمل السلاح لقرون، قد حملوا راية المقاومة، ولم يبالوا لإصداره منشورا باللغة العربية يهدد فيه من يعترض طريقهم بالموت، واليكم المنشور كما ساعه ونقله المؤرخ المعاصر للأحداث عبد الرحمن الجبرتي: ـ (جميع القرى الواقعة في دائرة قريبة بثلاث ساعات عن المواضع التي يمر بها عسكر الفرنساوية، فواجب عليها أن ترسل للساري عسكر من عندها وكلاء كيما يعرف المشار إليه أنهم أطاعوا، وأنهم نصبوا علم الفرنساوية الذي هو أبيض وكحلي وأحمر. وكل قرية تقوم على الفرنساوية تحرق بالنار(1).

بدأ المصريين المقاومة فامتنع الفلاحون عن إمداد قوات الغازي بالخيول التي كان يواجه نقص في أعدادها، وقد أصدر نابليون منشور بفرض غرامة ألف ريال علي كل قرية تمتنع عن إمداده بالخيول، وأول صدام بين الفرنسيين والمصريين كان ضد تجريده الجنرال فوجيير في منوف عند قريتي (غمرين/ وتتا)، فقد ثار أهالي القريتين وكان سلاحهم العصي والفئوس وأغلقوا الطريق في وجه القوات الفرنسية المسلحة بالمدافع والبنادق، وبدأوا في الاشتباك معها، أرسل فوجير يطلب العون والمدد من الجنرال زايونشك قومندان المنوفية، وبعد قتال طويل نجحت الحملة في دخول القريتين، بعد أن غطت جثث الشهداء شوارع القرية، ثم أحرقوا القريتين، ويصف الكابتن فيروس أحد ضباط القوة الفرنسية معركة غمرين فى رسالة بعث بها إلى الجنرال كافاريللى قائلا:
ـ (جاءنا المدد وتعاونت الكتيبتان على مهاجمة قرية غمرين؛ فأخذنها عنوة بعد قتال ساعتين، وقتلنا من الأعداء من أربعمائة إلى خمسمائة بينهم عدد من النساء كن يهاجمن جنودنا بكل بسالة و إقدام).
علم الغزاة أن هناك شعبا يقاوم ويحارب حتى ولو كان سلاحه العصي والفئوس، ولم تؤد الإجراءات الانتقامية فى غمرين وتتا إلى إخماد المقاومة بل على العكس زادتها اشتعالا، فبعد أسابيع قليلة ثارت مدينة طنطا أثناء الاحتفال بمولد السيد البدوى، وكاد الثوار يفتكون بالقوات الفرنسية، لكن قوة النيران الفرنسية كانت عادة ما تحسم المعركة لصالحهم.
وكما ذكر الجبرتي: بتاريخ 21أكتوبر 1798م :
ـ اصبحوا متحيزين وعلي الجهاد ناوين وأبرزوا ما كانوا يخفونه من السلاح وآلات الحرب)، وقد بدأ المصريون في ثورتهم الأولي ضد المحتل الفرنسي بسبب فرض المزيد من الضرائب، تجمعت حشود ضخمة من عامة الشعب من الحرافيش ، والعياق والفقراء والأعيان من التجار والملاك والتفوا حول مشايخ الأزهر وطلابه مسلحين بالشوم والعصي والسكاكين والسهام والحراب والقليل من البنادق القديمة، وسيطروا على بعض أبواب القاهرة ( باب الفتوح، والنصر، وباب زويلة، وباب الشعرية) لم يتركوا شارعا أو جامعا أو حتى أسطح المنازل، إلا وقفوا هناك مشهرين أسلحتهم في وجوه جنود الحملة الفرنسية.
تخيلواأطفال القاهرة وهم ينثرون التراب في أعين الجنود، وكان الشعب في حاجة لمن يُتقنون القتال فضموا إليهم فتوات الحارات الذين نظموا أتباعهم وراحوا يُغيرون علي الفرنسيين ، ثم يلجأون للحواري مُحتمين بأبوابها الضخمة وأسوارها وانتشروا في الأزقة لمنع عسكر الفرنسيس من التواجد فيها .
لجأ الفرنسيون إلي سلاح المدفعية لهدم أبواب الحارات فنصبوا مدافعهم فوق جبل المقطم وفوق قلعة صلاح الدين وفوق مآذن جامع السلطان حسن ، وقصفوا الحارات لهدم أبوابها وبيوتها والمساجد التي يتحصن بها المقاومون ،وامتد القصف للأزهر الشريف وأحياء الغورية والصناديقية والنحاسين، واستطاع الفتوات مع المقاومين جرح حاكم القاهرة الفرنسي ( ديبوي )، فاستباح الفرنسيون الأزهر ودخلوه بخيولهم و كسروا القناديل و حطموا خزائن الكتب و نهبوا ما وجدوه من متاع. و لم يخرجوا منه إلا بعد أن توسل الشيخ محمد الجوهري إلي نابليون، فقبل نابليون، ثم جرت مفاوضات مع مشايخ الأزهر انتهت بفشل الثورة في 24أكتوبر1798 (٢) ، قال عبد الرحمن الجبرتي ( فجرى الدم في شوارع القاهرة بين الفريقين، فكان فاتحة حرب وخاتمة الدمار).
لم يهدأ الشعب المصري فقامت ثورة أخري في 22 مارس عام 1800 م
(1)(2) المختار من الجبرتي ، طبعة كتاب الشعب ، الجزء الثالث ص 273حتي ص 276

التعليقات مغلقة.