نفحات رمضان تمحو الأحزان
بقلم / محمد البيلي
الرياض – كفر الشيخ
نعلم جيداً أن رب رمضان هو رب بقية الشهور
وأن العباده لله وليست لشهر بعينه ولكننا لا نستطيع أن نُنكر أن لهذا الشهر الكريم مذاقه الخاص
ولما لا وقد كرمهُ رب العالمين بأن خصه لنزول القرأن الكريم فيه
وخصه كذلك بليلةٌ خير من الف شهر
ولكننا لاننكر أيضا أن كورونا سلبَ منا طقوس ونعم كثيرة في هذا الشهر تستحق بالفعل أن نحزن عليها
فصلاة التراويح في المسجد كان لها مذاق خاص مع الأحباب والأصدقاء
ومع كلمة الشيخ الموجزة في جلسات الإستراحة بين الركعات
ومع مداعبات الأصدقاء في هذه الجلسات القصيرة عند تناول بعض التمور أو الفاكهة
أما صلاة الفجر وجمالها بعد السحور ومع تواشيح النقشبندي وإبتهالات نصر الدين طوبار فحدث عنها ولا حرج
حقا نفحات تستحق الحزن لفقدها
ولكن الحزن على حالنا في رمضان هذا العام لا يجب ان ينسينا ان هذه مجرد طقوس وعادات تربينا عليها فقط
وأن الأصل هو أننا نعبد الله ولانعبد رمضان
الأصل أن رب العزة خص أمتنا بأن جعل لها الأرض مسجدا وطهورا
وكيف نحزن وعندنا كتاب الله فيه شفاء ورحمة بشهادة رب العالمين في قوله تعالى
« وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الإسراء
فكيف نحزن وكل حرف فيه بحسنة والحسنة بعشرةِ أمثالها والله يضاعف لمن يشاء خاصة في هذا الشهر الكريم
كيف نحزن وفيه ليلة خير من ألف شهر أي أن قيامها إيمانا وإحتسابا تعدل عبادة 83 سنه وهذا فضل عظيم يمحو كل الأحزان
وهنا يأتي السؤال كم جزء قرات من كتاب الله حتى الأن
وهل مررت على أيات الله مرور الكرام
أم شعرت بهدوء النفس وراحةُ البال وطمأنينةُ القلب
هل تخيلت وأنت تقرأ كتاب الله أن الله سبحانه وتعالى يتحدث اليك أنت ايها العبد الضعيف
كي ترى علو قدرك عنده جل شأنه
أي تكريم هذا بل أي رفعة بل أي فضل يتكرم به رب العالمين على عبده الضعيف
وهل جربت أن تصلي التراويح بأولادك جماعة في بيتك على أن يتقدم أحد الأبناء للإمامة وأخر لإلقاء كلمة في جلسات الإستراحة لنشعر بالراحة والتقوى والأنس بالله لنصنع مجدا أخر وذكرى أخرى نقهر بها الكورونا في هذا الشهر الكريم
فالإبداع كما يقولون يولد من رحم المعاناة
جعلنا الله وإياكم من عتقاء هذا الشهر الكريم إنه ولي ذالك والقادر عليه
التعليقات مغلقة.