نفحةُ الطِّيبِ …””إلى كل أم في كل حين ” شعر جمال ربيع

نفحةُ الطِّيبِ …””إلى كل أم في كل حين ” شعر جمال ربيع

من فوقِ ضحكتِها ينامُ المنزِلُ
والبابُ في روعاتِها يتغَزَّلُ

أمي إذا جارَ الزمانُ … تبسَّمَتْ
أجدُ الهناءَ من السَّما يتَنَزَّلُ

الفجرُ يضحَكُ والنَّدى. يشتاقُني
والشوكُ في. إشراقها يتبدَّلُ

القمحُ يزرعُ نفسَهُ ، في سكتي
والعِطرُ بين أناملي يتسلسَلُ

كم عانقت صِوَري وبعضَ ملابسي
ووِسادتي في كفِّها تتجَمَّلُ

وعلى أصابِعِها تعدُّ لنلتقي
بمعوذتينِ من الكتابِ تُرَتِّلُ

وتعِدُّ لي في كلِّ يومٍ وَجبَتي
والشايُ يضحكُ عندها ويجلجِلُ

وترصُّ لي كتُبي بقلبِ حقيبتي
وعلى المساءِ تعيدُها وتبسْمِلُ

إن. خُيِّرَت بيني وبين عيونِها
لاتستَحي أني لديها الأوَّلُ

كم داعَبَت لي هاتفي رنَّاتُها
وأنا البَخيلُ لبُعدِها أتَعَلَّلُ

ونسيتُ في تعبِ الحياةِ وكَدِّها
أنّ الطريقَ بوَردِها يتهَلَّلُ

فذهبتُ قابلتُ الربيعَ ببابِها
وعلى أرائكِها استراحَ المُثقَلُ

وإذ البشاشةُ ترتقي لعيونِها
وكأنَّني منها نبيٌّ مُنزَلُ

( سبحانَ من سكب الحنانَ بقلبها
نأتي لها من كل ِّ صوبٍ نَنهَلُ )

ونصيرُ بين الناسِ أروعَ ناهِلٍ
ونفوسُنا من نورها تتكَحَّلُ

هُبُّوا املأوا أرواحَكم من وِردِها
كي تغنَموا وإلى الهناءِ تسَلَّلوا

من قبلِ أن يأتي الزّمانُ وتبحثوا
عن عِطرِها أبدًا ولا تتوصَّلوا

كم خابَ سعيُ الأوَّلينَ على الذي
تركوهُ فَرَّ وبالخِواءِ توَسَّلوا