نقطة الأربعين
بقلم زينب عبد الكريم التميمي
مر مسرعا كالبرق. كلمح البصر اجتازها .تحاول اللحاق به. تستجمع كل قواها .تركض لاهثة وراءه تتوسله العودة. يزيد بسرعته تركض عبثا.تحاول امساكه تتعثر .تسقط .تلملم انفاسها .لازال يركض مثيرا غبرة تراب الطريق .تتلون بلونه .راسها يصبح ككومة حرير ابلق .
تعاود الركض تمسك بذيل عباءته.
تصيح : ارجوك عد فقد اضناني اللهث خلفك .
يرد عليها: عبثاً تحاولين فما من مجال للعودة . انها نقطة الاربعين ونيف.عودي انت لو شئت .
تتلفت يمينا ويسارا .تدور براسها الى الخلف .صمت رهيب لاشيء سوى طريق طويل يشوبه الغبار .تنعدم الرؤية فيه
كدياجير نفق عميق. تعود لتساله الرجاء :
وانى لي العودة ؟ فقد ضللت الطريق .
ادار برأسه عنها وكأنه اعلن انتصاره وهو يعلم ان لاحيلة لها سوى ان تتبعه.يستفزها بكل برود المتجبر: اذن الحقي بي .فلا خيار لك .افلت يدها .اتجه نحو المجهول وتبعته هي .
هو بكل ماأوتي من خطى حثيثة وهي بكل ماحملت من غبار الطريق الوبيل .
التعليقات مغلقة.