نقل د. ماجد …بقلم سامح خير
ماجد شاب مجتهد منذ صغره، يحبه الجميع من أقارب وأصدقاء لقلبه المتسع للكل الذي لا يرد أحداً أبداً… تخرج بتفوق من كلية الطب التي اختارها لأنه حقاً كان يريد أن تكون مهنته معبرة عن رسالته وهي مساعدة الآخرين… سافر إلى إحدى دول الخليج كحال الكثير من المصريين بعد حصوله على شهادة الماچستير في الأمراض المعدية… كانت المستشفى التي تم تعيينه بها تقع بمدينة صغيرة نائية… بدأ يمارس رسالته فى مساعدة المرضى بكل ما أُوتي من علم حتى بدأ صيته يذيع في تلك المدينة بعد أن ساهم فى تشخيص وعلاج حالة حمى أصابت أحد أبناء الأسرة الحاكمة بعد فشل الكثير من الأطباء المشهورين بالبلدة في تشخيص هذا النوع الغريب من الحمى… فبدأ في تكوين علاقات مع حكام المدينة الذين كرموه بعد أقل من مرور عام على بدء عمله معهم وهو ما أثار حقد الكثيرين الذين كان لهم سنوات عدة ولم يتم تكريمهم ولو لمرة واحدة… ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فمدير المستشفى بدأ يقلق من ماجد بعد سطوع نجمه سريعاً في المدينة وخاف من أن يفقد كرسيه… فدبر له مكيدة بمساعدة بعض الزملاء ليبعده عن المستشفى وبالفعل نجح في خطته الشيطانية ونقله إلى مركز صحي صغير يقع قرب حدود الدولة حتى يتخلص منه…
حزن ماجد جداً وتأثر كثيراً، فهو الذي لم يُقصر ولم يدخر وقتاً أو مجهوداً لمساعدة أو مداواة أي أحد من قبل!!
لكن بدأ عمله في المركز الصحي الذي تم نقله إليه وبدأ ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ، حيث وجد أنه لم يعُد منشغل طوال اليوم مثلما كان وقته بالمستشفى الذي كان مليئاً بالكثير من النوبتجيات…فقرر أن يستغل وقته في إستكمال دراسته وبالفعل قضى ٤ سنوات بذلك المركز الصغير يفيد الناس بعلمه ونجح فى إنجاز رسالة الدكتوراه بتفوق كعادته…
يمر عام ويستقبل مكالمة هاتفية من إدارة المنطقة الطبية، يعرضوا عليه حضور ورشة عمل بمنظمة الصحة العالمية بسويسرا كممثل للدولة لمناقشة المستجدات في محاربة الأمراض المعدية… فيذهب ويكون من أكثر الحضور مشاركة في الورشة ويرجع إلى الخليج مجدداً بتوصيات من كل الدول المشاركة بضرورة تشكيل لجنة إقليمية بكل منطقة لعمل بعض الأبحاث ووضع الاستراتيچيات اللازمة لمكافحة الأمراض المعدية…
بعد رجوع ماجد من سويسرا تم تعيينه كمستشار لوزير الصحة بصلاحيات ممتدة على كل الهيئات الصحية العاملة بالدولة… فبدأ بتشكيل لجنة من بعض مديرين المستشفيات الحكومية و الخاصة لوضع الخطط الواجب تطبيقها…
بدأ أول إجتماع للجنة بحضور ممثلين من كل المناطق ويشاء القدر أن يكون أحد أعضاء تلك اللجنة مديره السابق الذي دبر له المكيدة من ٦ سنوات! فسلم عليه بحرارة و عرفه أمام الجميع بأنه كان مديره الأسبق و صاحب فضل كبير عليه… بعد الاجتماع، ركض ماجد نحو مديره السابق -الذى كان ولا يقدر على رفع عينيه فى عينى من أذاه و حاول أن يقصيه عن الأعين، فكان رد الله بأن يرفعه فوق الكل في مكانة لم يتخيلها أحد- وشكره وقبله على صنيعه معه بنقله لذلك المركز الصحي البعيد، فلولاه ما وصل لما هو عليه الآن!!
التعليقات مغلقة.