نقوشٌ على جداريةِ التَوَقَان…! للشاعر المغربي عبد اللطيف غسري
لنَا بابٌ ولِلتَّوَقَانِ بابُ
على عَتبَاتِهِ يَفْنَى الشبَابُ
نتُوقُ إلى الفراشاتِ اللواتي
يُطَيِّبْنَ الرحيقَ فَيُسْتطابُ
إلى لغَةٍ تُشِيرُ بِناظِرَيْها
إلى مَطَرٍ فَيَنِتفِضُ السحَابُ
يَعِنُّ لها مَعِينُ السحْرِ أدْنَى
مِنَ الشرُفاتِ.. أحْرُفُهُ عِذابُ
إلى لُغَةٍ تُغِيرُ على الحَكايا
بأسْئِلةٍ أعِنَّتُها حِرَابُ
تَخِرُّ لها قِلاعُ الرأيِ صَرْعَى
بأمْكِنَةٍ أجِنَّتُها قِبَابُ
على جَسَدِ العِباراتِ المُسَجَّى
يَقومُ بِظِلِّهِ الخبَرُ اليَبَابُ
يَثورُ النهرُ.. تشْتعِلُ السَّواقِي
يَمُورُ الوقتُ.. يَنْتحِرُ الجوَابُ
نتُوقُ كما يَتُوقُ الليلُ حتى
يُلَوِّنَهُ مِنَ الفَجْرِ الخِضَابُ
كما يَشتاقُ في الأشجارِ حُلْمٌ
توَضَّأََ مِنْ عُصَارَتِهِ السرَابُ
كما تصْبُو أحاسِيسُ الرَّوابِي
يُغَسِّلُها بأَدْمُعِهِ الضبَابُ
لنَا بابٌ ولِلتَّوَقَانِ بابٌ
كَذَا أفْتَى بأحْرُفِهِ الكِتابُ
فلا البَابَانِ يَلْتقيانِ يَوْمًا
ولا الفِرْدَوْسُ يُرْجِعُهُ الإيَابُ
أفِي عَيْنيْكَ – يا وَثَنًا تَمَطَّى
على الطرُقاتِ – يَنْكَفِئُ الخِطابُ؟
فيَشْرُدُ في المَدَى.. يُمْناهُ يُسْرَى
يُعَفِّرُ نِصْفَ جَبْهَتِهِ الترَابُ
أفِي كفَّيْكَ تشْتبِكُ الزوَايَا
متاهاتُ النزُوعِ بها شِعَابُ؟
لِقَحْطِكَ عِندَنا ثَغْرٌ / دَوَاةٌ
يُنَزَّلُ مِنهُما حِبْرٌ / رُضَابُ
لِنرْسُمَ فيكَ أجْنِحةَ التمَنِّي
يُبَلِّلُهَا مِنَ الأمَلِ انْسِكابُ
وعِشْتارٌ تَخِيطُ الضوْءَ مِنهَا
شُفُوفًا لا تُضاهِيها ثِيابُ
تُوَشِّيهَا بلَوْنِ الخِصْبِ حتى
يَلُوحَ كَجَنَّةٍ مِنهَا الخَرَابُ
لِنُطْفِئَ فِيكَ غُلَّةَ مُسْتهامٍ
بجَمْرِ لُهَاثِهِ اسْتَعَرَ العَذابُ
فأبْقِ على حَياةِ القلْبِ حتى
- بِبَعْضِ التَّوِْقِ – يَكْتمِلَ النِّصَابُ
مِنَ العَتمَاتِ تنْفَرِجُ الليالِي
وبالأحْلامِ يَمْتلِئُ الجِرَابُ
آيت اورير – المغرب
03/01/2012
التعليقات مغلقة.