نهاية السطر .. قصة قصيرة تأليف : محمد كسبه
كاتب بلا نص و شاعر بلا قصيدة .في ظلام الليل على قارعة الطريق تجاذبته الكلمات ، تغزلت فيه المفردات ، منعزل هو بعيدا عن تلك المتضادات ، اعجبته قصيدته البكر الخضراء فتزوجها ؛ لكن قوافيها لم تسر الناظرين ، بادر بالرحيل ، التقط كل الحروف المبعثرة على الارض ، كأن في يديه مغناطيس يحرك الحروف كيفما شاء ؛ لكن الحروف أعلنت ثورتها و تجمعت معا ، شقت طريقا من دخان ظهرت فيه الأشباح تحارب الجن بحثا عن الكنز المرصود ، العالم المفقود يناديه ، مال براسه مد يده نحو المجهول ، قبل أن يمشي الطريق ، تجمعت حروف الغدر و الخيانة ، طاردته أيادي اللئام بالخناجر و السيوف، تمزق جسده ، فر هاربا تحت قصائده المورقة اليانعة اقتات من بعض ثمارها و ارتوى برحيقها ، عطفت عليه الزهور و منحته أجمل أيام عمرها ، دبت الحياة في جسده الهزيل الذي انهكه الزمن ، من جعبته تبعثرت الحروف و تمخضت فراشات سحرية ملونه ، طار برفقتهم في شعاع من نور ينتهي على صدر باغية ، سردت له قصصها الحزينه ، في خلسة سرقت منه حروف الشرف و تركته عاريا ، لجأ للحق استتر بقصيدته الخضراء ، اعلنت أبيات الشعر غضبها و رفضها ؛ لكن قصيدته حبلى و حروفه الباقية مبعثرة في نهاية السطر نقطة رفضت كل الحروف الوصول اليها لتكتمل القصة .
التعليقات مغلقة.