موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نهاية رحلة بقلم : سيد جعيتم جمهورية مصر العربية

512

نهاية رحلة بقلم : سيد جعيتم جمهورية مصر العربية


أشعر بطعم الهواء في حلقي، له عبير مختلف يشعرني بالطمأنينة، فتحت نافذة السيارة على اتساعها، يحملني الهواء فأغمض عيني منتشية، سويعات وألتقي بحبيبي.
يأخذني من جلال الموقف صوت أبي وهو يعنف أمي، يسألها:
ـ البنت صلت؟
تكذب أمي خوفًا:
ـ صلت ياحاج.
ما أكثر المرات التي ضُربتُ فيها ضربًا مبرحًا لأسباب تافهة.
كرهت وجود ذلك الرجل القاسي في البيت، ذبلت أمي وماتت.
تزوج أبي بعد وفاتها بأيام ليكمل نصف دينه، كرهته، أعلنت تمردي عليه وعلى ما يؤمن به.
أحضر أبي المتشددين لنصحي، هددوني بسوء المصير وأني سأُحرق في نار جهنم، لم اهتم فأكيد لن تكون جهنم أقسى من نارِ أبي، زاد كرهي للجميع، استبدلهم أبي بمشايخ لطرد شياطيني.
مات أبي ترك لي ثروة كبيرة لم تشفع له عندي ولم أترحم عليه.
تزوجت من شاركني معتقداتي، نؤمن بأن هناك خالق بدأ الخلق وتكفلت الطبيعة بالباقي، رزقتني الطبيعة ببنتين، ربيناهما على ما نؤمن به.
قرب منزلنا مبنيان شاهقان لمسجد وكنيسة، لكن أَيًّا منا لم تطأ قدماه أيًا منهما.
مات زوجي وهاجرت بنتاي لأوروبا، لم أسأل عن ديانة زوجيهما، رُوَيْدًا رُوَيْدًا انقطعت أخبارهما.

لا يزورني أحد من الأقارب فهم يعتبرونني مرتدة وخارجة عن الملة.
كبرت في السن، زرتُ الطبيب، شكوت أن جدران حجرتي تضيق حتى تعتصرني أصبحت الكوابيس ضيفًا ثقيلًا.
يسود الصمت إلا من طواحين تطحن عقلي، أخاف من الموت وحيدة، تراودني أفكار عن الجنة والنار، فألتحف بأحزاني.

المال لا يساعدني على امتلاك قلب احد حتى ثيابي الوثيرة لا تقيني البرد.
تغزوني ضحكات كأنها صفير، أرتعب خوفًا، أشعر بأنفاس تحرقني، كيف النجاة؟
رغمًا عني صرخت (يارب).
ثقلت علي الوحدة، ضجيج أولاد الجيران ينتشلني من إحساسي و يذكرني بأني حية.

تشبثي بالحياة دفعني لطرق باب جيراني، رحبوا بي سألت عن أحوالهم والأولاد،
خرجت إلي جدتهم، سيدة ريفية، رافقتني حتى باب شقتي.
فرحت جِدًّا بزيارتها، طلبت سجادة لتصلي اعتذرت لها، قالت:
ـ أصلي على الأرض فقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأرض كلها مسجد وطهور .
راقبتها تصلي في خشوع، هي المرة الأولى التي يركع فيها أحد لله في بيتي.
ثقل علي المرض وزادت عناية جيراني بي، لم يسألني أحد منهم عن أي شيء .
ـ لو مفيش مانع ممكن افتح الراديو على محطة القرآن الكريم.
اخذتني المفاجأة، قرآن في بيتي!، شعرت بالخزي أومأت لها برأسي موافقة.
كان صوت المقرئ جميلًا، أنصتُ لكلماتِ، أخذتني لنبعِ ماء صافي رقراق، رأيتُ صورتي ضاحكة منعكسة عليه، ياله من إحساس طيب.
أخذني صوت المقرئ من عالمي:
“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”.
رغمًا عني بكيتُ، جٓلست بجواري تمسح بيدها على رأسي، بدأت اطمئن:
“وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ “
بكيتُ بكاءً شديدًا .
إنتحبت ورددت يارب. أتتني بماءٍ؛ كل نقطةِ ماءِ تلامس جسدي وهي تساعدني في الوضوء تطفئ النيران التي لم تفلحْ المسكنات في إطفائها.
لم أنبث ببنت شفة، اتسعت جدران الحجرة وعاد الهواء
لصدري، اجتاحتني راحة شديدة، يا ربي هل أفلحت هذه السيدة الطيبة فيما فشل به من قبل من علماء الدين الذين أحضرهم أبي؟
بصوتٍ مرتعشٍ سألتُها:
ـ هل يقبلني الله؟
تبسمت بصفاء:
ـ هو الرحمن الرحيم.
شلالٌ من الدموعِ يطهرني، ما أسهل التوبة وأيسرها! رحمتك يا رب.
ـ ادعيلي أختي الطيبة.
ـ دعيتلك كتير، ولسه بدعيلك ، ربنا قريب منا قوي، ادعي لنفسك وادعيلي.
يا ربي من هذه السيدة! أهي ملاك ! تطلب مني أنا أن ادعوا لها بالهداية! ماذا بينها وبينك يا رب؟
ـ أدعي بإيه انا مكسوفة؟
ـ ربنا بيتقبل التوبة من عبده، اطلبي منه يتقبل توبتك، ويحسن خاتمتك، حلاوة الإيمان سكنت قلبك، مش هاتشتهي حاجة تاني.
دعوتُ كثيرا، تحسنت صحتي.
قررتُ زيارة بيتِ اللهِ الحرام، اشتقتُ لأن يفتحٓ اللهُ علي فأبكي أمام مقام النبي .

أفتح نافذة السيارة على اتساعها، أشعر أن طريقي للمطار سيصل بي إلى الجنة، ثيابي البيضاء تستر جسدي أشعر بدفء لذيذ، ألوان الطيف حولي زاهية كأنها نافورة ألوان ناعمة تتسابق حبات اللؤلؤ للصعود منها وتحملني معها، أخرج من جسدي الترابي، أبواب الجنة تفتح وريحها يلفني، عرائس السماء تأخذ بيدي لأعلى.

التعليقات مغلقة.