نهضة الشعر في مصر والسودان على يد البارودي والعباسي
بقلم ًمدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أهيمُ بمُحي الشعر في مصرَ إنهُ…..حقيقٌ لدى الإحصاءِ بالسبقِ في العدِّ
أميرٌ على أهلِ القريضِ وإنهُ…..يبرُّ على أهلِ الزمانِ بلا قيدِ
وذاكَ كبيرُ النفسِ أوحدُ عصرِهِ…..وسابقُ أبناءِ الزمانِ بلا نِدِّ
ألا إنهُ جمُّ المناقبِ فارسٌ…وليسَ لهُ غيرُ الصدارةِ والمجدِ
أهيمُ بمحمودِ البارودي صبابةً…..وقولٍ لهُ أحيا القريضَ بذا العهدِ
أطيرُ بهِ سعداً ولو أسعفَ القضا…..شهدتُ زمانَ الشعرِ والعَلَمِ الفردِ
ولم يبقَ عندي اليومَ إلا بديعُهُ…..أعودُ لهُ والقلبُ في قمةِ الوجدِ
وأزهدُ كلَّ الشعرِ عندَ بيانِهِ….. وأعشقُ منهُ القولَ عشقاً بلا حدِّ
فكم عُفتُ منظوماً وكم عُفتُ ناظماً…..وكنتُ لدى نظمِ البارودي أخا حفدِ
وكم تدمعُ العينانِ من حُسنِ قولِهِ……ويُؤخَذُ قلبُ الصبِّ من باردِ الشهدِ
وأكبرُ هَمِّي عندَ ذلكَ أنني…..سبقتُ بني عهدي إلى ذلك العهد
فهذا أميرُ القولِ في كلِّ منطقٍ……وهذا همامُ النفسِ في سائرِ
الوِرْدِ
وما مثلُهُ في القلبِ إلا أخو العلا…..عظيمُ بني العباسِ في قمةِ المجدِ
فإنْ كانَ في مصرَ العليَّةِ من سما….فهذا فتى السودانِ من قد سما عندي
لهُ في دروبِ القولِ باعٌ وأسهُمٌ…..يطولُ بها أُفْقَ السماءِ بلا كَدِّ
ألفتُ لهم قولاً وصرتُ بوحشةٍ…..بشعرِ سوى ذينِ اللذينِ لهم ودي
وكم مرَّةٍ صفَّحتُ في قولِ شاعرٍ…..فلم يرقَ مرقى الشاعرينِ ذوي السعدِ
أولئكَ أربابُ الفصاحةِ في الورى…..وما قولُهُم إلا رياضٌ من الخُلدِ
وإنْ فاتني هذا الزمانُ فإنني…..أسيرُ وراءَ القومِ دونَ الورى وحدي
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.