نهضة المجتمعات تبدأ بالتربية المنزلية لا الفيسبوكية بـقلم / أسـمـاء الـبـيـطـار

نهضة المجتمعات تبدأ بالتربية المنزلية لا الفيسبوكية بـقلم / أسـمـاء الـبـيـطـار

لا شك أن العالم أجمع يُعاني أزمة أخلاقية نرى أثرها واضحاً في الجرائم التي يهتز لها الوجدان ، و تفشي بعض الأمراض الخطيرة كالإيدز ، و ارتفاع نسب الإدمان بشتى أنواعه المدمرة للصحة النفسية و الجسدية و الجنسية .
و كان للإندماج في هذا الفضاء أو العالم الأزرق النصيب الأكبر من الأزمة التي يعيشها العالم أجمع لما له من آثار سلبية كبيرة على أُسس بناء المجتمعات و هي الأُسر التي تفككت أوصالها و انحرفت مساراتها و أصولها في التربية بسبب انخراط الكبير و الصغير في هذا الفضاء .
فأصبح السهل الذي يستقي منه الأغلبية أفكارهم و معتقداتهم و للأسف فتواهم الشرعية في الكثير من الأمور
دون رقابة أو حتى تصحيح لما دُس في الرأس من سموم و تقليد أعمى لعادات تتنافى مع أصولنا الشرقية ، و شيئاً فشيئا تلاشى دور الأسرة و أصبح كل فرد فيها يعيش في عالمه الخاص الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً .
و لكن الأمور تتضح بعد ذلك عندما نفتح أعيننا صباحاً بعد صباح على كوارث إنسانية ، كالإنتحار الجماعي أو التقليدي ، و الاغتصاب و التحرش الفضائي و الابتزاز ،و التهديد بالأسلحة البيضاء في وضح النهار
هذا غير جرائم القتل البشعة التي شاهدناها جميعاً و التمثيل بجثة المجني عليه و كأننا أصبحنا في غابة .
و قتل أسرة كاملة تحت تأثير المخدرات .
ناهيك عن أسباب الانفصال و كان لهذا العالم الأزرق نصيب الأسد فيها

لم يعد للأسرة الدور الفعال في التربية كالسابق ، فينشأ الطفل على ألعاب الموبايل و ينشأ على وضع وجهه في جهاز يستطيع التحكم فيه بكبسة زر، حتى لا يرى أحدا ما يشاهده .
و للأسف تستسهل الأم الأمور كي تُريح رأسها بضع ساعات ، و لكنها لا تدري أنه قد صار مدمناً لهذا العالم بكل ما فيه،
حتى لو ظنت في وقت انها تسيطر على الوضع ، فذكاء الأطفال يثبت عكس ذلك، فعندما تحدث مشكلة للجهاز يستطيع إصلاحها بكل سهولة و كأنه مُخترعه ، بل لأنه أدمنه .

أي نهضة مجتمعية لن تقوم إلا على الأسس الثابتة في التربية السليمة و التي تبدأ من المنزل
و اساسها تعلّم العقيدة الصحيحة و اتباع أوامرها و نواهيها

فالعقائد الصحيحة تغرس في الطفل ، الخير ، و المودة و الرحمة
و معرفة الحقوق و الواجبات ، و الصبر على الابتلاءات .

العقائد الصحيحة تغرس في الطفل حتى احترام المواعيد إذا حفظ مواعيد صلواته ، و أقلم يومه عليها .
فتأكد إنه عرف منذ نعومة أظافره أن لكل شئ وقت ، بدايةً من الصلاة إلى مواعيد ذهابه و عودته ، و نومه و إستيقاظه .

العقائد الصحيحة لا تُفسد على الانسان دُنيته و تحميه من أن يؤذي نفسه و لو ” بالتدخين السلبي “

و مؤخرًا انتبهت بعض الدول الكبرى ان ميزانية بعض القطاعات تجاوزت المحدد لها مما جعل بها عجز ملحوظ إلى جانب تزايد نسب الأمراض و الوفيات و هذا في القطاع الصحي فقط .
فقامت بحملات توعيه للشباب تحسهم على عدم التدخين ، و شرب الكحوليات ، و الالتزام بالجوانب الأخلاقية و عدم إقامة علاقات غير شرعية لتجنب البلاد الكثير من الخسائر المادية و البشرية و تفشي الأمراض الخطيرة و زيادة العنف و و و .

كل شئ له أساس و أساس التربية السليمة يبدأ من المنزل ، ثم المدرسة أي بالتلقين المباشر ، و المتابعة الجيدة .

أما إذا تركنا أبناءنا لهذا الفضاء و هذا الانفتاح المرعب
اعلموا جيداً انها بداية النهاية و لكنها مسألة وقت فقط .