نهلّلُ لقوسِ قزح…هيفاء نصري
نهلّلُ لقوسِ قزح
قد لا نجدُ اليومَ من يكتبُ عن لعنةِ أوديب
وأيدي الجميعُ تضرّجتْ بدماءِ آبائِهم
قد لا نجدُ من يكتبُ عن شكوكِ هاملت
والخيانةُ في كلِّ العصور
قد لا نجدُ من يكتبُ عن فاوست
والجميعُ باعوا أرواحَهم للشيطان
ربما كانت المسارحُ مغلقةً ،
سرّيةً ، ممنوعةً على العامّةِ
في ذلك الزمان
والمسرحياتُ أصبحتْ اليومَ
تُعرَضُ في الهواءِ الطلقِ
نحن أبطالُها …
نحنُ الأدوار الثانويةُ
ونحن المتفرّجون
ودائماً القضايا كبيرة
لكننا نكتفي بالمشاهدة
ننتظرُ الغيثَ ، نهلّلُ لقوسِ قزح
هي أحلامُنا …كأحلامِ غوليفر
خليطٌ بين الواقعِ الذي لا يصدَّق
والخيالِ الممكنِ التحقيقِ ، وهذيانِ المنطق
في أدبِنا هناك دائماً
أرضٌ مغتصبة وبندقيةٌ
في قصائدِنا …
قضيّتُنا الكبرى حقٌّ لا يعود
مرارةٌ في الحناجرِ
وبكاءٌ على الأطلالِ
ونصرٌ لا تكادُ تصلُ فرحتُه للعيونْ ..
الفرقُ بيننا وبينهم
أنهم شغلونا بقضايانا
والتفتوا لبناءِ الإنسان فيهم
ونحن ما زلنا نحاربُ
على أشلاءِ الإنسانِ فينا
كي نستعيدَ ما أخذوه
التاريخُ لا يتكررُ
أخطاؤنا هي التي تتكررُ
فنحنُ لا نتعلّم أبدا
التعليقات مغلقة.