نوائب الدهر بقلم/ عصام فاروق
من منا يعيش سالمًا معافى لم يصبه مرض ولم يتعرض لابتلاء، في نفسه أو في ماله أو في ولده أو في أحد أفراد أسرته أو عائلته عافانا الله وإياكم.
كلنا معرضون لمثل هذا، وهو ما يُعد اختبارًا من الله تعالى لدرجة الإيمان، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب). ويقول جل وعلا (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله عبدًا ابتلاه”، وقال خير البشر “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل”.
فما على الإنسان إذا ما ابتلاه ربه إلا أن يصبر ويحتسب ويسترجع، وهذا ما نطقت به ألسنتنا عندما أصاب المغربَ الشقيق زلزال مساء الجمعة ٨ أغسطس الجاري قوته ٧.٢ بمقياس ريختر، وكذا ما أصاب الشقيقة ليبيا من إعصار دانيال، وما سببه من فيضانات أغرقت مدنًا ليبية وخلّفت الآلاف من الضحايا.
وكلتا الظاهرتين، الزلزال والإعصار، هما من الكوارث الطبيعية التي لا يد لبشر فيها، ويقف الإنسان أمامها عاجزًا ليس أمامه إلا أن يقول اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، مؤمنين بقضاء الله وقدره، محتسبين، مقدمين يد العون والمساعدة لإخواننا في المغرب وليبيا بكل ما نستطيع.
من هنا نتقدم نحن المصريين، بخالص العزاء لإخوتنا في المغرب وليبيا الشقيقين، داعين الله أن يجعل المفقودين في أعلى عليين، ويلهم ذويهم الصبر ويشفي المصابين شفاء عاجلاً غير آجل.
التعليقات مغلقة.