نوبة غضب بقلم سامي حنا
نوبة غضب بقلم سامي حنا
وقفت بالباب تسالنى ؛ الا تعرف اين اجدك ؟
فقلت لها لا اعرف ، لعلى لم اوجد اصلا !
قالت لا انا كنت اعرفك و كنت داءما اجدك حينما اريدك ؛ فما بالك لم تعد موجودا !
قلت لها خيالك هو ما كان يصنع وجودى … هو اولى بان تسأليه عنى !
قالت بحده ؛ هل تتهمنى بالجنون
قلت لها لا اعرف ان كنت مجنونه ام لا ؛ حقيقا انا لا اعرف اكثر مما تعرفين ؛ و تابعت بلهجه سؤال استفسارى هل انت مجنونه ؟
قالت احدهم قال لى ذلك و لكنى لا اعتقد انى كذلك ؛ انالا اعانى من شئ سوى انى افتقدك ! هذه هى كل مأساتى التى جعلت بعضهم يظن ان بى مس من الجنون
قلت لها ؛ ليتنى استطيع مساعدتك و لكن لا اعرف كيف !
قالت بان تعود حيث يمكننى ان اجدك
قلت لها هذا امر ليس بيدى بل بيدك انت
قالت و هذه هى مشكلتى ان اجعل من خيالى واقعا ؛ انت بخيالى و بالامس كنت استطيع ان اجعلك واقعا اما اليوم فلا استطيع
قلت لها لا اجد ما اقول
قالت انا ايضا لم يعد لدى افكار برأسي؛ اشعر بخواء و ان الاشياء و الافكار و الاحلام و الماضى و الحاضر و القادم قد فقدت ترتيبها و صارت تتصارع و تعدو هاربه من راسي تاركه اياها بلا محتوى غير انى اعى وجودى حيه و لست ميته و يا له من شعور مؤلم ان تعى وجودك دون ماض او آت و كأنك فقط معلق باللحظه و لا وجود لك خارجها
قلت لها الهذا لا تكفين عن البحث عنى ؟
قالت نعم ؛شئ ما يخبرنى انه باستطاعاتك ان تعيد لى افكارى الهاربه؛ لدى حدس بانها موجوده معك ؛ مكتوبه عندك و يمكنك ان تعيدها الى اذا ضاعت
فقلت لها لقد اخبرتك انى لا اعرف الا ما تعرفين و بالتاكيد ما ضاع منك ليس عندى
عندها انتابتها نوبه غضب شديد و مدت يدها لتضربنى بشده و بالفعل اخترقت الحاجز الذى بينى و بينها الذى هوى قطع و شظايا زجاجيه تعكس صورتها ملطخه بالدم ؛ عندها اندفع احد ما الغرفه و اصابه هلع و اسرع بالاتصال بالاسعاف لطلب طبيب لتحديد مدى اصابتها من جراء ضرب المرآه
التعليقات مغلقة.