قصة قصيرة : نور
بقلم/ سامح الشبة
يثور فى نفس نور فجأة هذا التساؤل :-
” ماذا يحدث لو قدر لكِ القدر يا نور أن ترى ( أبو النور ) ؟ “
توجهت نور إلى بيتها وعقدت مجلساً فى غرفة نومها ، تخيلت أن ( أبو النور ) قد نفذ عبر الزمن ، وجلس يحاورها ويتغزل فى مفاتنها .
عندئذ اتخذت نور هيئة ليلى ، فأدركت نور اللقاء الحميم ، وقالت :-
- ” خدعتنى يا ( أبو النور ) … انتظرتك كثيراً ، ولكننى كنت ألاقى صدى غيابك يطاردنى حتى فى المنام … كنت أفزع من كابوس رحيلك ، إلى أن تحررت من غربتك وأصبحت رجلاً حراً طليقاً … فمنذ أن فرقتنا الأيام … شعرت بضرورة لقائنا مرة ثانية … فكم تبقى من العمر حتى نعاتب أنفسنا … فالماضى مات … وما علينا إلا أن نظل معاً إلى الأبد … ( أبو النور ) … لا تتركنى أبداً … فلا وداع ولا دموع بعدما جمعتنا الأيام مرة أخرى ” .
أصبحت نور مستمتعة غاية المتعة بتلك الجلسة ، وبرؤية ( أبو النور ) ، يبتسمان ويتناجيان .
ومازال يطاردها نفس السؤال ، ويلح عليها :-
” ماذا يحدث لو قدر لكِ القدر يا نور أن ترى ( أبو النور ) ؟ “
- ” انتهت جلستنا يا ( أبو النور ) دون إرادتنا .. وتغير المكان وتغيرت الساعات … وأصبحت قطرة فى محيطك الواسع . كان حلماً جميلاً … فما حياتى كلها إلا أحلام … فيصبح الحلم واقعاً أعيش فيه أكثر من واقع لم أعشه … فما أكاد أصبح فى قلب البيت إلا وتصيبنى الحيرة والذهول … وأقيم الجدران للبيت … وأعيش وأتحرك فيه … ثم سرعان ما يتهاوى على رأسى وأفنى … وأحيى من جديد فى حياة جديدة فى حلم جديد . بدأ يخطر فى بالى أن حياتى وسنوات عمرى لا يمكن أن تكون كلها حلماً … وبحثت عن طريق آخر للنجاة … فوجدته متمثلاً فيك للأبد … ( أبو النور ) … أصبحت لا أؤمن كثيراً بالأحلام … فلا الحلم حقق لى ما أتمناه … ولا الواقع هيأ لى فرصة اللقاء المنتظر ” .
أتاها رنين جرس باب البيت ونقرات خفيفة تداعب زجاجه ، فنظرت صوب مرآتها باستغراب ودهشة :-
- ” من الذى يمكن أن يطرق الباب فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟! “
اقشعر جسدها ، وتصبب العرق وكسا ملامح وجهها :-
- ” آتية إليك يا ( أبو النور ) ” .
جاءها صوت هادئ عذب جميل من خلف الأبواب :-
- ” أمى … افتحى الباب … أنا ضياء ” .
” ماذا يحدث لو قدر لكِ القدر يا نور أن ترى ( أبو النور ) ؟ “
التعليقات مغلقة.