نوني للأديب الشاب”توني عاطف”..بقلم..سيد جعيتم
رؤيتي للمجموعة القصصية،( نوني) للأديب الشاب( توني عاطف) Tony Atef.وهى مجموعة قصصية للكبار
Tony Atef
يفكر خارج الصندوق دائما ويتضح ذلك جليا من روايته السابق مناقشتها في نادي أدب مصر الجديدة، والحقيقة التي يجب ذكرها أن نادي أدب مصر الجديدة يزخر بمجموعة من الأدباء الشبان الذين يطلقون لخيالهم الأدبي الخصب العنان ويخرجون لنا أدبًا أيضًا خارج الصندوق.
توني تمرد على القوالب الجامدة للقصة القصيرة التي في رأيي تحد من إبداع الكاتب، فخرجت لنا مجموعته الجميلة نوني.
وسأتكلم عن نوني التي أختارها عنوانًا لمجموعته.
تكلم عن نوني في قصتين منفصلتين، الأولي( نوني وحماقات ساسو) التي فرد لها 12 صفحة ثم قفز بنا للصفحة رقم 55 وحتى صفحة 60 تحت اسم( لم تعد نوني تائهة).
لم يكتب توني إهداء لمقدمة مجموعته، لكنه وضع مقولة الزعيم مصطفى كامل:
(إن سلاسل العبودية هي في الحقيقة سلاسل، سواء كانت من ذهب أو حديد).
ما يهم المتلقي قارئا أو ناقدًا فهم النص وعمقه وما يرمي إليه الكاتب، وما كتبه توني رغم بساطته في الظاهر إلا أن
خلف البساطة عمق كبير يدعونا إلى كشف أغواره.
الأسلوب السردي:
فني سلس سريع متحرر وغير روتيني تحرك وتجول بين الأحداث بسهولة وبراعة تنم عن كاتب محترف.
الأصوات السردية :
استخدم كل الأصوات السردية في قصص المجموعة( ضمير الغائب / ضمير المتكلم/ السارد العليم عندما أراد وضع يده على النقاط التفصيلية) المجموعة تنتمي للحداثة، وتتصاعد درجات الإيقاع السردي طبقًا للأحداث وكلما اقتربنا من نهاية نص.
سهولة السرد خدمت بناء قصص المجموعة بعناصرها وخصائصها كما خدم الحبكة والنهاية بأسلوب توني المميز.
الحوار:
ممتاز، وأجاد استخدام الديالوج والمنولوج.
لغة الكتابة:
سهلة خالية من التعقيد اللغوي والتعالي على القارئ.
عدد صفحات المجموعة 89 صفحة
الغلاف:
الحقيقة تصميم الغلاف لم يكن على مستوي المجموعة.
المجموعة بصفة عامة مشوقة استخدم فيها الكاتب الواقعية السحرية والفانتازيا بأسلوب مشوق، وأهنئه على براعته فقد أمسك بعيني ولم يدخلني الملل حتى انتهيت من المجموعة رغم أن هذه قراءتي الثانية لها لكنني خرجت بفكر جديد عما قرأته أول مرة.
نبسط نوني:
نوني نملة، تفكر وتحاور نفسها لتصل للحقيقة، تعاتب نفسها أنها تستمع لـ (ساسو ) التي أشبهها بالأبواق الموجهة الذين يطلون علينا عبر وسائل الإعلام، ساسو تخيف نوني وتهول لها الأمر عن الخطورة التي يمكن أن تتعرض لها حال خروجها من عمالقة يطئون الأصغر بأقدامهم، فمن الأفضل الاستسلام والقبوع والاختباء، والرضى بما يُلقى لهم من فتات.
ورغم استسلام مواطني مزرعة النمل والتزامهم بمساكنهم، فقد داستهم الأقدام ودمرت وطنهم.
ولأن نوني تفكر، فبعد انتهاء موجة الخوف لديها عادت لرشدها وبدأت في بناء وطنها الأصغر( عش جديد) ولو في قلب حفرة ناتجة من اثار دهس الأقدام.
يقفز بنا توني حتى الصفحة 55 لنعرف أنه ( لم تعد نوني تائهة)، فوسط الفراغ كان هناك بصيص ضوء آتِ من بعيد جدًا، حاورت نفسها هل السبب فيما هم فيه أنهم خالفوا كلمات وتوجيهات قائدهم؟ ثم قررت رغم صغر حجمها ألا تستسلم وتترك وطنها يسكنه الغرباء لمجرد أنهم أكبر منهم حجمًا وأكثر قوة، ولن تكتفي بما يسقط منهم من فتات، قررت بناء وطن جديد.
في رأيي أن قصة( أسفل عمود الإنارة) تستحق منا التوقف كثيرًا أمامها والتمعن في معانيها، وقد أثارت في نفسي أسئلة:
لماذا نكتب ؟ ولمن نكتب؟
فبطل القصة كاتب افترش الشوارع أسفل الكباري فراشه حزم من الأوراق، سبق له تأليف كتاب لم يشتره أو يقرأه أحد، وقد وجد العوض في قارئ صادفه قرأ الكتاب وفهمه وتغيرت حياته بعد مطالعته، ومن فرحة المؤلف قال للوحيد الذي قرأ كتابه:
ـ لقد كتبت هذا الكتاب من أجلك.
كل التحية للأديب الجميل توني عاطف
التعليقات مغلقة.