موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نيقولا ماكيافيللي بقلم طارق بدراوي

364

نيقولا ماكيافيللي بقلم طارق بدراوي

نيقولا دي برناردو دي ماكيافيللي كان فيلسوفا ومؤرخا ومفكرا سياسيا إيطاليا إبان عصر النهضة وهي الحركة الثقافية التي إستمرت تقريبا من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن السابع عشر الميلادى وكانت بدايتها من إيطاليا ثم أخذت في الإنتشار إلى بقية أرجاء قارة أوروبا وقد تم إعتباره الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي والذي أصبح فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي وهذا المصطلح يشير إلى السياسة أو الدبلوماسية التي تستند في المقام الأول على السلطة وعلى العوامل والإعتبارات العملية والمادية بدلًا من المفاهيم العقائدية أو الأخلاقية وفي هذا الصدد فإنها تشترك في جوانب من فلسفتها مع مذهبي الواقعية والبراجماتية ومن ثم يستخدم مصطلح الواقعية السياسة في بعض الأحيان للدلالة على السياسة القسرية غير الأخلاقية والتي شرحها ماكيافيللي في كتابه الشهير الأمير الذى يعد اشهر كتبه علي الإطلاق والذي كان عملا هدف ماكيافيللي منه أن يكتب نصائح للحكام والذى تم نشرَه بعد موته وأيد فيه فكرة أن ما هو مفيد فهو ضروري وأن الغاية تبرر الوسيلة ولذا فإن هذه العبارة قد مثلت صورة ونظرية مبكرة للنفعية والواقعية السياسية وأطلق عليها الماكيافيللية نسبة إليه هذا وما تزال نظريات وأفكار ماكيافيللي سائدة حتي وقتنا الحاضر في القرن الحادى والعشرين الميلادى ولذلك فقد إستحق لقب أبو النظرية السياسية الحديثة وقد ولد ماكيافللي في زمن كانت فيه الدولة مقسمة إلى أربع أقاليم متنافسة مما جعلها تحت رحمة باقي الحكومات الأوروبية القوية في يوم 3 مايو عام 1469م في مدينة فلورنسا عاصمة مقاطعة فلورنسا وإقليم توسكانا والتي تقع في الجزء الشمالي من وسط إيطاليا وتعد أكبر مدنه وأكثرها سكانا وأهمها تراثا تاريخيا وفنيا وإقتصاديا وعلميا وإداريا حيث كان هذا الإقليم مهد النهضة الإيطالية الحقيقي وموطنًا للكثير ممن كان لهم تأثير في تاريخ الفنون والعلوم مثل الشاعرين فرانشيسكو بترارك ودانتي اليجييرى والرسام ساندرو بوتيتشيلي والرسام والنحات والمهندس المعمارى والجيولوجي والعالم الموسوعي ليوناردو دا فينشي والفنان والنحات العظيم مايكل أنجلو والمستكشف الجغرافي والبحار أمريكو فيسبوتشي وعالم الرياضيات لوكا باتشولي والعالم جاليليو جاليلي والملحن الأوبرالي الشهير جاكومو بوتشيني وكان أبوه برناردو دي نيقولا ماكيافيللي محاميا كما أنه كان من النبلاء وكانت أمه تدعي بارتولومي دي ستفانو نيلي واللذين كانا منحدرين من أسرة توسكانية عريقة وكان له أختان أكبر منه وأخ أصغر منه .

ولم يتلق ماكيافيللي تعليما واسعا لكنه أظهر نبوغا وذكاءا حادا وإتبع في بداية الأمر رجل الدين والسياسي الإيطالي جيرولامو سافونارولا الذي كان ينتمي إلى نظام الرهبان الدومينيكان والذي كان قد منح لقب خادم الرب وإشتهر مصلحا دينيا وواعظا مناوئا للنهضة وحارقا للكتب ومحطما لما إعتبره فن غير أخلاقي وكان خصمه الرئيسي البابا إسكندر السادس الذى تقلد منصب البابا من عام 1492م وحتي عام 1503م وينظر إليه أحيانا بإعتباره بشيرا لظهور القس الألماني مارتن لوثر صاحب حركة الإصلاح البروتستانتي رغم أنه بقي كاثوليكيا ورعا وتقيا طيلة حياته وهذه الرهبنة كان قد أسسها القديس الأسباني الأصل دومينيك عام 1215م وبدأت نشاطها في مدينة تولوز القريبة من الحدود الفرنسية الأسبانية بجنوب غرب فرنسا وكانت أولَ رهبنة كاثوليكية تأخذ على عاتقها التبشير بالعقيدة المسيحية وهي مهمة كانت تعتبر من قبل وقفا على الأساقفة ومندوبيهم وإمتيازا لهم وقد تميز الدومينيكان الأولون بثقافة تخطت اللاهوت إلى دراسة الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو كما عرفته قارة أوروبا إلى محاولة التوفيق بين اللاهوت والفلسفة وكان سافونارولا أيضا يعد زعيما لفلورنسا حتى إعدامه حرقا في عام 1498م وكان يخاطب داعياً الشباب الإيطالي إلى التمسك بالفضيلة لكن ماكيافيللي لم يلبث أن إبتعد عنه حيث أن ماكيافيللي كان رجلا سياسياً يسعى إلى فصل الدين عن السلطة وفي عام 1494م أصبح ماكيافيللي دبلوماسيا وكان شابا في الخامسة والعشرين من عمره وذلك بعد سقوط عائلة ميديتشي في العام المذكور والتي حكمت فلورنسا من عام 1434م إلى عام 1737م وكانت تعد أحد أشهر عائلاتها والتي لعبت الدور الأهم في تاريخها إقتصاديا وسياسيا وثقافيا بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين وكان من أسسها هو جيوفاني دي بيتشي دي ميديتشي وكان أفرادها أصلا من تجار الصوف ثم عملوا في القطاع المصرفي في فلورنسا فإكتسبوا ثروة طائلة وسلطة واسعة حيث كان مصرف ميديتشي أحد أكثر المصارف إزدهارا وإحتراما في قارة أوروبا وهناك بعض التقديرات تشير إلى أن آل ميديتشي كانوا لفترة من الزمن أغنى أسر قارة أوروبا وعلى هذا الأساس إكتسبت العائلة السلطة السياسية في فلورنسا بادئ الأمر ثم على نطاق أوسع في إيطاليا وأوروبا بإستثناء فترات قصيرة وقد أنجبت هذه الأسرة ثلاثة باباوات هم ليو العاشر وكليمنت السابع وليو الحادي عشر والعديد من حكام فلورنسا كان من أبرزهم لورينزو الرائع راعى بعض أشهر الفنانين والأعمال الفنية في عصر النهضة .

وحدث في عام 1494م أن طرد الفلورنسيون بييرو الثاني دي ميديتشي الذى إتهموه بالخضوع لإملاءات الملك الفرنسي شارل الثامن وأعلنت الجمهورية في فلورنسا وكان قد قاد هذه الحركة وأوحي بها جيرولامو سافونارولا الذى تحدثنا عنه في السطور السابقة حيث أنه بعد وفاة حاكم فلورنسا الشهير لورينزو الرائع في عام 1492م تأثرت المدينة بعظات سافونارولا وفي شهر سبتمبر من نفس العام 1492م بدأ شارل الثامن حملة عسكرية على إيطاليا بدافع الرغبة في توسيع نفوذه وقبل الحاكم الجديد لفلورنسا الذى خلف لورينزو الرائع بييرو دى ميديتشي بطلبات الملك الفرنسي شارل الثامن فتنازل عن أراضي ميديتشي في مدن بيزا وسارزانا وليفورنو ومن ثم أطاحت به ثورة شعبية وقامت بإعلان الجمهورية والتي إستمرت حتي عام 1512م عندما إستطاع الكاردينال جيوفاني دي ميديتشي إبن لورينزو الرائع العودة إلى فلورنسا بفضل دعم البابا يوليوس الثاني والرابطة الكاثوليكية المقدسة التي تأسست في فرنسا عام 1576م وإجتاحها جيش أسباني تحت قيادة رامون دي كاردونا موجيلو ومن ثم إستسلم الفلورنسيون وقبلوا عودة آل ميديتشي إلي الحكم مرة أخرى وفي عام 1498م وكان ماكيافيللي قد بلغ من العمر 29 عاما تم تعيينه كمستشار وموظف في مكتب المحفوظات في جمهورية فلورنسا وكان هذا المكتب يشرف على الشئون الخارجية والعسكرية ومن خلاله كان ماكيافيللي مسؤولا عن إرسال الرسائل الرسمية وتنفيذ قرارات تتعلق بالسياسة العامة للدولة وخدم في هذا المنصب لمدة 14 عاما أى حتي عام 1512م خلال فترة نفي عائلة ميديتشي وخلال فترة خدمته تم تكليفه بعدة مهمات دبلوماسية حيث زار البلاط الملكي في فرنسا في عهد ملكها لويس الثاني عشر عام 1500م وزار أيضا المانيا عام 1507م وعدة مقاطعات إيطالية ودخل مفاوضات في العلاقات الدولية وكسب سمعة كبيرة في وسطه نتيجة أساليبه الملتوية ومفاجأته لمساعديه بإستمرار بتصرفاته التي كانت تصل إلى حد الوقاحة أحيانا ويمكننا القول بأن ماكيافيللي لم يكن مجرد كاتب أو فيلسوف أو صاحب نظرية بل كان أيضا مشتركًا بقوة في الحياة السياسية المضطربة وغير المستقرة التي مرت بها فلورنسا في الفترة التي عاش فيها .

وعلي ما سبق يمكننا تقسيم فترة حياة ماكيافيللي إلى ثلاثة مراحل كلها تمثل حقبة مهمة من تاريخ فلورنسا حيث كانت أولها في شبابه والتي عاصر خلالها تطور ونمو وإزدهار فلورنسا وعظمتها كقوة إيطالية تحت حكم لورينزو دي ميديشي وكانت المرحلة الثانية معاصرته لسقوط عائلة ميديتشي في عام 1494م حيث دخل ماكيافيللي في الخدمة العامة وخلال هذه المرحلة تحررت فلورنسا وأصبحت تحت الحكم الجمهورى وإستمرت هذه المرحلة حتي عام 1512م ثم كانت المرحلة الثالثة والأخيرة حينما إسترجع آل ميديتشي مقاليد السلطة وإتهم ماكيافيللى حينذاك بالتآمر ضدها وسجن بعد محاولته الفاشلة لتنظيم مقاومة عسكرية ضد عودة حكم هذه العائلة وتم تعذيبه وسجنه ومنعه من القيام بأي دور ناشط في الحياة السياسية وفي عام 1513م تقرر الحكم عليه بالإعدام إلا أنه نجا بأعجوبة من تلك العقوبة حيث تدخل البابا ليو العاشر في الأمر وتم الإفراج عنه وقد إختلفت هنا الأقاويل فيما إذا كان قد نفي إلى مدينة سان كاسيانو الريفية التي تقع قرب فلورنسا أم أنه لجأ إليها وإختار حياة العزلة في الريف ولكن ما تم تأكيده هو أنه بقي في مقره الريفي وإعتمد ماكيافيللي أثناء حياته في منفاه على دخل بسيط من ممتلكاته وكان يستيقظ مبكرا ويخرج إلى الغابة القريبة يتحدث للحطابين ويتبادل معهم الأقاويل والشائعات ثم يذهب إلى أحد التلال وحيدًا وهناك كان يقرأ لدانتي أو شيراك أو تبيولوس أو أفيد وبعد أن يتناول طعام غذاء خفيف يمضي إلى الحانة فيتحدث مع أصحاب المهن الريفية مثل الطحان والقصاب وبعض البناءين ويقضي معهم طيلة فترة الظهيرة يلعبون الورق والنرد ويتشاجرون على دراهم معدودة وعندما يأتي المساء يعود لمنزله ويغير ثيابه الريفية التي عادة ما تكون قد إتسخت أثناء جولته الصباحية ويرتدي ملابس البلاط والتشريفات ويدخل إلي مكتبته الخاصة حيث كان قد بدأ في تأليف العديد من الكتب ومما يذكر عنه أنه علي الرغم من أنه كان يتقن اللغة اللاتينية إلا أن مراسلاته الشخصية كانت دائما باللغة الإيطالية وعلي الرغم من أن هذه المرحلة كانت سوداوية في حياته إلا أن بعده عن العمل والنشاط السياسي جعله يتفرغ لقراءة التاريخ الروماني وكتابة الأطروحات السياسية وفي رسالة لصديق له يدعي فرانشيسكو فيتوري مؤرخة بتاريخ يوم 13 سبتمبر عام 1513م يصف ماكيافيللي حياته في المنفي ويقول بعد أن يصف حياته اليومية مع عائلته والجيران إنه عندما يحل المساء ويعود إلي منزله فإنه يبدل ملابسه ويرتدى ملابس البلاط والتشريعات حتي يبدو في صورة أنيقة ويدخل إلى مكتبته الخاصة ليكون في صحبة هؤلاء الرجال الذين يملأون كتبها فيقابلوه كما يتخيل بالترحاب ويقوم بتناول هذا الطعام الذي هو له وحده حيث كان لا يتردد في مخاطبتهم وتوجيه الأسئلة لهم عن دوافع أعمالهم فيتلطفون عليه بالإجابة من خلال كتبهم ولمدة أربع ساعات كان يقضيها في المكتبة كان لا يشعر بالقلق متناسيا همومه ومعجبا بأولئك العظام ولأن دانتي قال يحفظ العلم الذي يأتي بالتعلم فمن ثم قام بتدوين إنطباعات وملحوظاتٍ من خلال محاوراتهم وعليه فقد قام بتأليف كتاب عن الحكومات حيث إنكب جاهدا في التأمل والتفكر فيما يتعلق بهذا الموضوع من حيث مناقشة ماهية الحكم وأنواعه وكيفية إمتلاكه والإحتفاظ به ولماذا يفقد أحيانا وكانت كل هذه الأفكار هي محور أهم وأشهر كتبه الذى سماه البرنس أو الأمير .

وكان هذا الكتاب يتمحور حول الحكم الملكي وصراع البقاء وقدرة الإنسان على التحكم في مصيره في وجه القدر وهو ما تم تفسيره على أنها الفلسفة السياسية التي تجعل الشخص يقوم بأي شيء للوصول إلى هدفه أو ما عرف لاحقا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وأصبح هذا العمل بمثابة دليل للحكام والسياسيين عبر العصور التالية حول إستخدامهم للمراوغة والمكر والخديعة وخدمة الذات بلا رحمة وبدأ يطلق على تلك التصرفات مصطلح الماكيافيللية والذى يرى أن الهدف النبيل السامي يضفي صفة المشروعية لجميع السبل والوسائل مهما كانت قاسية أو ظالمة والتي تمكن من الوصول لهذا الهدف فهو لا ينظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف وإنما إلى مدى ملائمة هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف وأضاف أيضا أنه عندما تفتقر الدولة آلي السلاح الكافي تنعدم القوانين الجيدة وعندما تكون جميع الدول مسلحة تمام التسلح تكون جميع قوانينها جيدة وبذلك نجد أنه قد فصل السياسة عن الاخلاق تماما وقال في هذا الصدد نحن نحترم الأخلاق ما دامت لا تعرقل تحقيق الهدف السياسي وكان هذا المبدأ هو ما إستند عليه في أغلب نصائحه في كتابه الأمير وكان أيضا مما طرحه ماكيافيللي في أحد مقاطع هذا الكتاب سؤال هل من الخير آن تكون محبوبا آو مهابا وأجاب بأن على الحاكم آن يكون مرغوبا محبوبا ومرهوبا مهابا وإذا كان من العسير الجمع بين الأمرين فمن الأفضل آن يخافك الناس على آن يحبوك كما تحدث عن الملكيات الوراثية والملكيات المختلطة وتحدث عن القوة وقال إنها تأتي بطريقين الحيلة آو القوة العسكرية آو كلتاهما معا كما تحدث عن حكم المدن وتحدث عن القدرة والكفاءة لإدارة الدول وعن الرجال الذين يصلون آلي الإمارة عن طريق النذالة والقبح وأجاب عن سؤال كيف تقاس قوة الدول كما تحدث عن واجبات الأمير تجاه شعبه والأمور التي يستحق عليها الرجال والأمراء المديح آو اللوم كما تحدث عن السخاء والبخل وعن بناء مؤسسات الدولة وكيف يعمل الأمير لإكتساب الشهرة وأما عن كيفية إختيار الوزراء فقد قال إنه يجب آن يكونوا لائقين أكفاء مخلصين ويجب آن يفكروا في الأمير والناس أكثر من اعمالهم الخاصة لأن الرجل الذي يفكر بمنافعه لا يصلح أن يكون وزيرا نافعا كما تحدث عن أثر القدر في الشئون الانسانية وقال بأن الحظ يتبدل وإعتبر الحظ كالمرأة فإن أردت السيطرة عليها فعليك آن تفعل ذلك بالقوة وهذا يقودنا إلي أن نقول إن العقل الماكيافيللي هو عقل واعي بالقيمة الأخلاقية سلفا ولكنه في الوقت نفسه يتجاهل هذا الوعي نظير إهتمامه بالغاية المرجوة ويصادف بسبب بحثه عنها العديد من الأخلاق المتناقضة من حيث الفضيلة والرذيلة او السمو والدناءة ويحاول ذلك العقل أن يفكك تلك الأفعال او المصادفات إلى جزيئات صغيرة ويضعها على طاولة المنفعة ليختار مايستفاد منها للوصول إلى الغاية المخطط لها مسبقا بغض النظر عن قيمة الفعل السامية او الدنيئة ولذلك فلا عجب في أنه أحيانا نجد من يحاول الوصول إلى أهدافه الوضيعة عن طريق الدين والجنس او من يدعو إلى إجتماع الناس ويبث بهم روح الفرقة في الوقت نفسه أو من يزرع الخير والشر في أرض واحدة وعلي ذلك فإن عقل ماكيافيللي قد ضرب بالضمير الحي والفطرة الإنسانية السليمة والأخلاق الفاضلة عرض الحائط لكي يحقق فقط منفعته الشخصية .

ومما يذكر أن البابا كليمنت الثامن قد أدان هذا الكتاب معتبرا أنه يحرض على الحكم بالخوف والمكر والخديعة وبالإضافة إلى كتابه الأمير كتب ماكيافيللي في عام 1617م كتاب سماه خطابات العقد الأول لتيتوس وهو عمل سياسي تاريخي وفلسفي يناقش توسع روما القديمة خلال عام 273 ق.م كما كتب مجموعة أعمال سياسية وتاريخية منها كتاب من فن الحرب بين عام 1519م وعام 1525م وكتاب تاريخ فلورنسا بين عام 1520م وعام 1525م وهو مؤلف من ثمانية مجلدات تتكلم عن تاريخ فلورنسا وكتاب خطاب حول إصلاح حالة فلورنسا وكتاب ملخص لحال مدينة لوكا في عام 1925م بالإضافة إلى أطروحة فن الحرب في عام 1521م وعلاوة علي ذلك فقد قام بتأليف مجموعة من القصائد الشعرية والمسرحيات منها مسرحية الحمار الذهبي في عام 1517م والمسرحية الساخرة الماندراكه في عام 1524م وشيليزيا وشظايا تاريخية في عام 1525م وعن الحياة الشخصية لماكيافيللي فقد تزوج من مارييتا كورسيني ورزقا بستة أطفال وقد إستمر زواجهما حتى وفاته في يوم 21 يونيو عام 1527م عن عمر يناهز 58 عاما ودفن في كنيسة سانتا كروس في فلورنساوالتي كان قد منع من دخولها في سنواته الأخيرة ومن عجائب القدر أنه في اليوم التالي 22 يونيو عام 1527م تم الإطاحة مرة أخرى بآل ميديتشي مرة أخرى دون أـن يتمكن من العودة إلي عمله السابق ويذهب الكثير من المفكرين السياسيين بان لماكيافيللي دور هام في تطور الفكر السياسي حيث أنه أسس منهجا جديدا في السياسة بافكار تبشر بمحاولات لتجاوز الفكر الديني وقد مثلت هذه الأفكار نقطة التحول لتجاوز السلطة الدينية التي كانت سائدة في الفكر السياسي الأوروبي في القرون الوسطى وأعقبتها تحولات أخرى أكثر جدية من طرف فولتير ومونتسكيو وجون لوك وجان جاك روسو وغيرهم من الفلاسفة والمفكرين التنويريين الليبراليين وهكذا يمكننا إعتبار أن ماكيافيللي كان نقطة تحول هامة في تاريخ الفكر السياسي علي مستوى العالم .

التعليقات مغلقة.