نَوحٌ وبَوح…بقلم عبدالعزيز الهاشمي
الذكرى الهجرية الأولى لوفاة روحي والدي القاضي الدكتور… يحيى محمد الهاشمي ..
من يوم الأحد ٢٦ شعبان ١٤٤١ هجري ..
إلى يوم الخميس ٢٦ شعبان ١٤٤٢ هجري ..
رحم الله أكسجين هوائي .. رحم الله زادي ومائي .. رحم الله من كان لي الهواء والغذاء والسقاء والكساء والإواء والوقاء والدواء .. رحم الله كلي حين مات بعضي ..
أبي، يا سمائي، ونَفْسِي وأرضي
ألا كيفَ أصبَحتَ يا كُلَّ نَبْضي؟!
أبي، ناجِنِيْ: كيف أمسَيتَ بَعْدي؟!
فإني هُنا بينَ زادي وعِرضي؟!
ألا كيف حالُ اللياليَ تسري
فقد جَنَّ جُنْحٌ من الوَجْد وَمْضِ؟!
ألا كيف صرتَ أبي؟! إن عَيني
لِعَينِكَ عانَتْ بِدمعٍ وغَمْضِ
وعطري نسائمُ حزنٍ شذاها
بِعَرفِ الرِّضا أو بِعُرفِ الترَضِّي
لساني بَدا عازفاً بالمنايا
وألغامُ لحني عُزُوفي ورفضي
فَمِي تاهتِ الذائقاتُ لديه
فمُرِّي كحُلْوِي، ومِلْحِي كحِمْضي
وأنفاسُ نفسي نَفِيساتُ نَفْسٍ
تنُوحُ؛ ولكنْ بصمتٍ وغَضِّ
أبي، أصبح الفَرْضُ في النفس نَفْلاً
إذا النَّفْلُ زاحمَ في الآنِ فَرْضي
فؤادي، ألَمْ يأنِ لي أن أُمَنِّي
حياتي بلقياكَ؟! فالعُمْر يَمْضي
لقد شابَ قلبي، وروحي تولَّت
إلى جذعِ نخلٍ لتَحْظَى بقَبْضِ
وأمسَتْ حياتي تُصارِعُ مَوتي
وعاثَ مماتي بطُولِي وعَرضي
أبي، إنني لَسْتُ بَعْدَكَ أحيا
أنا لَسْتُ كُلِّي، فقد ماتَ بعضي
شادي سبأ الحزين
عبد العزيز الهاشمي
التعليقات مغلقة.