نُورٌ مِنَ الرَّحمَنِ .. شعر / أبومازن عبد الكافي فاروق.
الشِّعرُ عِندِي مِنْبرٌ قُدسِيُّ
مِنْ فَوقِهِ كُلُّ الكَلَامِ عَلِيُّ
إنْ هَاءَ .. يَكتُبُنِي ويَمْسَحُ عَبْرَتي
هَشٌّ .. علَى مرِّ الزمانِ حَفِيُّ
وَلَهُ أبُوحُ بِمَا أُكِنُّ بأضْلعِي ..
والدَّمْعُ تَحتَ جُفُونِهِ مَخْفِي
فَإذَا تعَالَى النَّبْضُ يُخرِجُ زَفرَتي
وَهَوَاهُ .. مِنْ بَعدِ الزَّفِيرِِ نَقِيُّ
فَأَصُوغُ مِنْ نُورِ البيَانِ لآلئًا
فيُضيئُ مِنهَا الكَوكَبُ الأَرضِيًّ
نُورٌ مِنَ الرَّحمَنِ قد عُلِّمْتُهُ
والنورُ منْ ربِّ العبَادِ سَنِيُّ
أَجلُو الظَّلامَ لَعَلَّ قَلْبًا يَهتَدِي
وكأنني بَينَ العِبَادِ نَبِيُّ
بالضَادِ أَنْسِجُ في المَعَالي أَحرُفِي
هَذَا اللسَانُ مُشَرَّفٌ عَرَبيُّ
يَا مَنْ تَجرَّأتمْ علَى رَبِّ الوَرَى
الفَحلُ فِيكُمْ مُدَّعٍ وشَقِيُّ
القَلبُ يَحيَى نَابضًا مِنْ سِرِّهِ
سُبحَانَهُ .. وبِذِكْرهِ مَروِيُّ
والرُّوحُ تَسْرِي في بَدَائعِ صُنْعِهِ
فَهُوَ القَدِيرُ .. وأمْرُهُ مَقْضِيُّ
اللهُ جَلَّ جَلالُهُ الحَقُّ الّذِي
مِنْ بَعدِ أنْ تَفنَى الخَلائِقُ حَيُّ
يَا مَنْ تَطاوَلتُمْ عَلَى خَيرِ الوَرَى
بِأبي وأمِّي المُصطَفَى المَكِّيُّ
حَازَ المَحاسِنَ كُلَّهَا، وَمُحَمَّدٌ
مَا كَانَ .. عَيْبًا أَنَّهُ أُمِّيُّ
أُمِّيَّةُ المُخْتارِ ذِي شَرفٌ لَهْ
والعِلْمُ مِنْ وَحيِ الإلَهِ جَلِيُّ
بِاسْمِ الحَدَاثةِ قد تَغَشَّى نَهْجَكُمْ
حِقدٌ .. لَعَمْرِي في الفِعَالِ دنيُّ
ضَلَّتْ بكُمْ سُبُلُ الغِوَايَةِ وَيحَكُمْ
والرَّأيُُ مِنْ “تَكْوِينِكُمْ” مَفْرِيُّ
كَسَدَتْ بِضَاعَتُكُمْ ورُدَّتْ كُلُّهَا
لا يَسْتقِيمُ علَى الصِّراطِ دَعِيُّ
هَلْ مِنْ نِكَاحٍ قَد وُلِدتُمْ مِثْلنَا ؟!
أَمْ قد رَمَتْكمْ في الطَّرِيقِ بَغِيُّ !
“تكوينُ” تلكَ ضلالةٌ، هِيَ بِدعَةٌ
والقلبُ في صَدرِ الحَقُودِ عَمِيُّ
يَبغُونَها عِوَجًا لِطَمْسِ هَوِيَّةٍ
واللفظُ في دِينِ البُغاةِ سَمِيُّ
يَا شِعرُ فلتذرفْ دُمُوعَكَ أنهُرًا
قَد يَستَفِيقُ العَالمُ العَرَبيُّ
واهْتِفْ بكُلِّ قَصِيدةٍ في وَجْهِهِ
تَشْتَاقُكَ الهَيْجَاءُ يَا عَبْسِيُّ
يَا شِعرُ فلنُطلِقْ سَرَاحَ حُرُوفِنَا
بالحَقِّ نَصدَعُ، والبَيَانُ سَخِيُّ
هيَّا انْفُرُوا يَا أمَّةَ الحَقِّ الذِي ..
ظَنَّ البُغَاةُ بِأنَّهُ مَنْسِيُّ
مِنْ أَجْلِ أقْصَانَا وَغَزَّةَ فَانْفِرُوا
واللهُ مِنْ فَوقِ الجَمِيعِ قَوِيُّ
بجِهَادِكُمْ دَانتْ رِقَابُ أبَاطِرٍ
والعَدلُ سَادَ رُبُوعَهَا .. ورُقيُّ
إنْ تَنصُرُوا الرَّحمَنَ يَنصُركُمْ، أَجَلْ
فَاللَّهُ رَبِّي وَعدُهُ مَأْتيُّ
مساء الخميس
23/5/2024m.
لها بقية إن شاء الله تعالى.
التعليقات مغلقة.