هاتف من السماء بقلم بسيوني بكر
هاتف من السماء ينادى
(ماتسحبهاش لقدام عشان ما تتمسحش كلها)
قصة شاب يسبقه الطموح ولا تلاحق خطواته الضيقةونفسه القصير أحلامه وطموحاته التى لا تختلف كثيراً عن شباب مثله ولكن كان الحظ يلاحقهم دون تعب أو مجهود ودون رغبة منهم فى لقائه ،ولكن شاءت الأقدار أن ينعموا بمثل هذا الحظ الذى كان بالنسبه إليهم مثل إسمهم الذى لم يختاروه أو ملامحهم المفروضة عليهم.
وبين سحبات الطموح وأهات العجز كان اليأس والظلام هو البطل والحقيقة الثابتة الذى قد نصب شباكه ليصتاد فريسته
وتتحطم معه براءة حلم بسيط كاد أن يولد لكنه حال دون ذلك .
وأثناء سكرات الانهيار وأمواج الغرق سمع صوت يناديه من قريب فرفع بصره إليه فإذا هو هاتف يناديه وما إستطاع أن يعرف أ هذا الصوت من داخله أم هاتف من السماء.
وكان قول الهاتف(ماتسحبهاش لقدام عشان ما تتمسحش كلها)،كلام غريب لم يفهمه وما إعتاد على سماعه ،لكن دون مبالاه لم يعيره أية إهتمام ، وتهافتت أنظاره من حوله للبحث عن صاحب الصوت ولكن دون جدوى فى وجود صاحب هذا الصوت.
ومرت الأيام وجاء من لا يرحم ولا يشفق على أحد فهذا هو المرض أصابه دون حساب ودون أن يكون أحد طموحاته المأمولة والمرجوة والمخطط لها والذى جاء فى وقت قد زاد من الأحمال عليه وأيقن أنه غير ناجٍ منه وأنه قد منع من لذة الحياة وأن أبسط معالم الحياة سوف يحرم منها ،وفى ذاك الوقت أصبح كل طموحه أن يشفى ويعود إلى حياته البسيطة دون مرض يرافقه ويلازمه .
وتذكر ما كان معه من نعم قد يحرم منها وهى أبسط معالم الحياه من مأكل ومشرب وغيرها كأى إنسان عادى فقد أصبح أسيراً لمرض يرافقه باقى حياته.
فى ذاك الوقت تدارك إلى ذاكرته وإلى نفسه ما سمعه قبل قبل ذلك من هاتف السماء(ماتسحبهاش لقدام عشان ماتتمسحش كلها)،فجلس يفكر ويتمعن ليفك ويحل شفرات ومعانى هذه الكلمات التى قد أيقن وتأكد أنها ليست كلمات عادية بل وراءها شيئ كبير وحكمة كبيرة، وتبادرت خواطر إلى زهنه
تفسرها له وهو أن يدع كل شيئ يمشى بأمر الله كما هو مقدر له ولا يستعجل الأقدار ولا ينظر إلى ما فى يد غيره
لأن الله يعطى كل شيئ بحساب وبقدر وبحكمة يعلم فيها الصلاح للأنسان.
وكأن القدر أراد أن يعطيه درساً،أن المستقبل لله وحده وليس لنا فهو من يعطى ويهب ويأخذ ويمنع، وكم من إنسان يرتب لنفسه عشرات الخطوات ويأتى الموت يحصد روحه ويفترسه قبل الوصول إلى الخطوة الاولى، وأن لا يطمع فى مستقبل مبهم المعالم وينقم ويحجر على حاضر قد يكون الرضا به والعيش فيه خير ٌ لا نعرفه إلا عندما نفقده من أيدينا .
وهذا لا يتنافى مع طموح يصحبه عمل وإيمان فى الله للوصول إليه دون النقمة والحجر على حاضر نعيشه وقدر لنا.
التعليقات مغلقة.