هارب من الموت
فانتزايا لمحمد كمال سالم
اللهم أَطِل عمرَ أحبتي..
لحظةٌ من الصمتِ
( ماتقول يا أستاذ قصتك)
مزيد من صمت وانتظار !
بخرج خاوٍ أحمله علي ظهري أنا ،،مشكاح،، أجوبُ الأرض وقد خَلت من سكانها!!!
فقد مات الخَلق منذ عدة سنوات.
يوعز ليِ أبليس ويوسوس : ملك الموت قادم من فورك اهرب من هذا الطريق،مادمنا أنا وأنت أحياءً،فلن تقوم الساعة،ولم يبق علي الأرض سوانا.
وأنا مشكاح ياسادة رجل نبَّاش للقبور أنا وزوجتي (ريما) منذ بدء الخليقة، من لدن آدم ليومنا هذا، هي تسرق أكفانهم ،وأنا أسرق حليَّهم وأسنانَهم الذهبية البديلة.
ومشكاح ياسادة لا يعرف إلا معاشرة الموتي وزيارة قبورهَم،أعرفهم واحدًا واحدًا،،أنا صديقهم، وجليسهم المُقرب.
تاهت ريما مني في يوم فيه أُبيد الخلق، وتعبت أنا في البحث عنها، وعن كنز يغنيني في الدنيا لعل الله يعيد الخلق.
أعرج علي أطلال،أبحث فيها وأفتشها،لعلني أجد كَنزي،أقلِّب في الأنقاض،، أحجار وركام وعظام وجماجم.
إمسك جمجمة أتحسسها،كما هي عادتي، أبتسم لها وأكلمها: ها أنتَ أيها الضاحكُ بفكِك المفتوح وعينيك الواسعتين،أنا أعرفك يامُضحك السلطان والقصر،أنت بهلول السلطان ! لاااا بهلول من عهد الرشيد ،وذاك بعيد،أنت أنت الممدوح بهلول ! لا زين بهلول !! لا.. أنت زين مرزوق مُضحك شعب السلطان.
لا شئ في فكك من ذهب !! سأفتش عن غيرِك.
مازلت أفتش ،حتي وجدت جمجمةً أخري، أقلّبها بين يدي أحدّثها: ذاك رأس كبير رأس العظيم لا يختلفُ عليه اثنان،،رأس الكلمة والحكمة،،رأس لعالِم جليل،،ذلك مشهور.
رأسٌ مكشوفٌ هناك يتوارى في الظل،أنا أعرفها فهي صديقتي،أحدّثها من بعيد:لا أستغربك وإن عانقتي الظِل!!
وقد رأيتك من قبل تتعلقين بمسمار في جدار الجحيم.
أنا مشكاح ياسادة، تسعي الموتى إليه وكأنها ترحبُ بحبيبٍ استوحشته، هاك واحدة تناديني،تلك المعقوف حاجباها، ناعمة الملمس، رأس مشغول بعلم اللغة بين الإطناب والجناس،والسجع والتضاد،تملَّكته البلاغة وراوغته،
أظنه، ابن منظور صاحب معجم لسان العرب.
مابك يامشكاح ؟ أأنساكَ الجوعُ عمر الأزمان؟ ،ذاك أيضًا بعيد،هذا ابن مندور صاحب ،،حديث النظرات،،
وتلك جمجمةٌ أخري….
أنحني أتناولها،وما أن رأيته حتي تملّكني الضحك،وقلت له: تتوارى مني بين الرُّكام عساني لاأعرفك؟
ياصديقي.. لاتلعب معي تلك اللعبة ،أو تتواري في اسمٍ حركي !! سأعرفك حتي لو غادرت إلي آتينا، وسأعرفُك بمشهورِ كلامِك( مخبول أو مجنون هو من لايعرف جمجمة حمدون)
يمرقُ إبليس فجأة من أمامي كالسهم،يناديني: اهرب يامشكاح،ملك الموت في إثري،إهرب قبل أن يلقانا وتنتهي الدنيا.
ألقيت الجمجمة من بين يدي وصِحت فيه: لن أبرحَ حتي أجدَ كنزي، أو أعثر علي ريما زوجتي.
إبليس: ريما ماتت أيها التعسُ.
- كاذبٌ أنت،،
ريما يهابُها الموت،
ريما مرت من هنا،كعادتها تسبقني.
،أنظر.. ما أبقت لي كفنًا أوخرقة بالية أوسِنةً أوضرس من ذهب، وأشرتُ إلي الجماجمِ ،أنظر كلها أفواهٌ فارغة.
إبليس: كنا أصحاب طول الأزمان وتُكذبني الآن؟!
،،خليك،،أما أنا سأفر من الموت إلي يوم الدين،،ثم طار.
أصبح مشكاح حزين الآن: أين أنتِ ياريما؟!!
أنا جائعٌ،ليتني أجدك، ولن أبطُر علي خبزك اليابس، أو صحن الزيت مرة أخري.
ثم صِحتُ غاضبًا: مال هذا المكان وهؤلاء الناس؟!
ألا تملكون شيئًا؟!
حفنة.. من الأوراق ومزيد من أحلام مبتورة؟!
يالبؤسكُم وبؤسي بينكم ،أما من كنز مخبأ هنا؟ أما من درهم أو دينار لمشكاح المسكين.
ولما هممت بالانصراف من هذا المكان،وقع بصري علي لوحٍ رخامي كبير، كُتب عليه،، قصر أوتار، قصر !!
إذن وجدت ضالتي،لابد وأنَّ هنا كنزي،تحاملت علي ثقل اللوح الرخامي الكبير وأزحته،وكان خلفه المفاجأةُ ،
ذُهلت عندما رأيتهما مولاي السلطان ومولاتي علي عرشهما،أفرُك عيناي حتي أتأكد من صحة ماأبصر،
هذا كنزي حقًا،
وهممتُ أن أتيقن وأتحسسهما،،
ولكن السلطان بادرني منفعلًا:( ماتقول يا أستاذ قصتك.حاتفضل تتفرج علينا طول النهار؟!!)
حااضر أستاذ وليد:
بخُرْجٍ خاوٍ أحمله علي ظهري أنا مشكاح………….!
.
التعليقات مغلقة.