موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هاينريش بول …بقلم المهندس طارق بدراوي

261

هاينريش بول …بقلم المهندس طارق بدراوي

هاينريش بول أديب الماني حصل علي جائزة نوبل في الأدب عام 1972م تقديرا لإبداعاته التي جددت الأدب الألماني وأثْرته وكواحد من أبرز ممثلي التيار الأدبي الجديد بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية حيث أنه يعد واحدا من رواد الأدب الألماني الحديث الذين حملوا على عاتقهم إعادة صياغته وأوصلوه إلى العالمية كما أنه كان ناقدا للأوضاع السياسية في المانيا والعالم وكان مؤمنا بأن الأدباء هم ضمير الأمة وقد ولد هاينريش بول في مدينة كولونيا إحدى مدن ولاية نورد راين فيستفالين إحدى ولايات المانيا الستة عشر والتي تقع في شمال غرب المانيا في يوم 21 ديسمبر عام 1917م وكان أبوه فيكتور بول يعمل نجارا وكانت أمه ماريا هي الزوجة الثانية لأبيه وكان هو الإبن السادس لأبيه وكانت عائلته تعد من العائلات البرجوازية الكاثوليكية وعاني معها سنوات من الجوع والحرمان والمعاناة في الفترة التي تلت إنتهاء الحرب العالمية الأولي شأنها في ذلك شأن معظم العائلات الألمانية خلال هذه الفترة العصيبة في تاريخ المانيا والعالم بوجه عام وفي عام 1924م وكان يبلغ السادسة من عمره إلتحق هاينريش بالمدرسة الشعبية الكاثوليكية وظل بها حتي عام 1928م ثم إلتحق بمدرسة القيصر فيليم الثانوية الحكومية وبعد أن حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية في عام 1937م بدأ في دراسة علم المكتبات في مدينة بون القريبة من مدينة كولونيا غير أنه تركها بعد أحد عشر شهرا وبدأ في كتابة محاولات أدبية في تلك الفترة وفي عام 1938م عمل لمدة عام في وظيفة حكومية ثم بدأ في عام 1939م في دراسة علوم اللغة الألمانية وكذلك الفيلولوجيا الكلاسيكية أي النصوص القديمة وفقه اللغة في جامعة كولونيا وكتب في تلك الفترة روايته الأولى على حدود الكنيسة وفي نهاية صيف هذا العام إستدعي لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الألماني وكانت الحرب العالمية الثانية في بدايتها فظل جنديا في الجيش طوال فترة الحرب ووقع في أسر القوات الأميريكية قرب نهاية الحرب العالمية الثانية في شهر أبريل عام 1945م خلال زحفها نحو العاصمة برلين وأطلق سراحه بعد حوالي 5 شهور في شهر سبتمبر عام 1945م وذلك بعد أربعة شهور من إنتهاء الحرب وهزيمة المانيا وإستسلامها لقوات الحلفاء .

وأثناء فترة تجنيده تزوج في عام 1942م خلال إحدى أجازاته من الجيش 1942م من أنا ماريا تشيش التي صار لقبها بعد الزواج أنا ماريا بول والتي كان قد تعرف عليها منذ مدة طويلة وانجبت له طفلا أطلقا عليه إسم كريستوفر في عام 1945م وتوفي قبل أن يكمل عامه الأول ثم أنجبا ثلاثة أولاد هم ريمون ورينيه وفينسنت وخلال فترة تجنيده شهد بشاعة الحرب وهو الأمر الذي إنعكس بلا شك على أدبه وساهم كثيرا في تشكيل شخصيته الأدبية والسياسية وكان هاينريش يكتب أثناء فترة الحرب الرسائل وبعد أن إنتهت الحرب إستأنف الكتابة الروائية والقصصية وبجوار ذلك عمل في العديد من المهن ليكسب قوته ثم إلتحق بالجامعة ليستكمل دراسته وكانت زوجته تعول الأسرة في هذه الفترة من خلال دخلها الثابت من عملها كمعلمة وفي عام 1946م ظهرت الرواية الأولى لهاينريش وهي صليب بلا حب وكان قد كتبها ليشترك بها في مسابقة أدبية ثم بدأ في عام 1947م في نشر قصصه القصيرة في المجلات الأدبية والتي يمكن أن ندرجها ضمن ماتم تسميته أدب ما بعد الحرب وأدب الأنقاض وهي حركة أدبية بدأت بعد فترة وجيزة من إنتهاء الحرب العالمية الثانية في المانيا وإستمرت حتى عام 1950م وهي تهتم في المقام الأول بمصير الجنود السابقين والأسرى والجرحي العائدين إلى المانيا والجنود الذين وجدوا أنفسهم وقوف أمام أنقاض بيوتهم ووطنهم وكذلك أمام أنقاض أفكارهم وأيديولوجياتهم وهم في حالة نفسية سيئة للغاية وكانت القصص القصيرة الأميريكية بمثابة نموذج لمؤلفي هذه الحقبة وكانت اللغة المتبعه لغة بسيطة ومباشرة وموجزة دون تقييم العالم المدمر أو التقيد بمعايير القصص القصيرة من حيث المكان وزمان السرد والشخصيات كما يشار إلى آداب هذه الحقبة أيضًا بإسم الكتابات الواضحة وكان هدف روادها إستخدام جمل مختصرة بسيطة ولغة واضحة بلا تعقيد كرد على إساءة إستخدام اللغة الألمانية من قبل النازيين كما حاولوا إظهار الواقع كما كان علي طبيعته دون أي حشو من جهة نظر عامة الناس .

وكان الهدف من هذا الأدب المساعدة في التعامل مع الماضي وتخليق المستقبل وتحليل أسئلة الحقيقة والمسؤولية وأسباب الحرب التي دمرت المانيا والمحرقة النازية وكذلك العمل كتصويب لعملية الإصلاح السياسي والإجتماعي في المانيا وكان أهم رواد هذا النوع من الأدب ڤولفجانج فايراوخ بالإضافة إلى هاينريش بول والذى مثلت تجارب الحرب والحياة الإجتماعية المضطربة بعد الحرب الموضوعات الأساسية في أعماله متأثرا بأسلوب الأديب الأميريكي الشهير إرنست هيمنجواي حيث كتب قصصه من زاوية المجند الذي يكره الحرب متحدثا عن عبثية الحرب وضعف الجنود في ساحة القتال وعجز الإنسان البسيط عن فعل أي شيء ثم الأنقاض التي خلفتها الحرب في البيوت والنفوس وبلا شك فقد ترك هاينريش بصماته على أدب ما بعد الحرب في المانيا حيث ساهم في إعادة الإعتبار للأدب الألماني ومنحه إعترافا عالميا حيث شهد الأدب الألماني بعد الحرب العالمية الثانية بداية ونهضة جديدة من خلال كوكبة من الأدباء الألمان كان منهم إلي جانب هاينريش بول جونتر جراس الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1999م ومارتين فالزر وإلزه آيشينجر والذين عرفوا بالمجموعة 47 وكان هدفهم التعبير عن التجربة العدمية المروعة التي تمثلت في الحرب والدمار والتعبير عن الذنب والهزيمة وإنقسام المانيا إلي قسم شرقي يحتله الإتحاد السوفيتي وقسم غربي تحتله كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ومعالجة الماضي الألماني والتساؤل عما حدث بالإضافة إلى مراجعة الذات وذلك من خلال الإستعانة بالفلسفة الوجودية أو التقاليد المسيحية معتمدين على الحداثة الأدبية التي كانت منبوذة أثناء فترة الحكم النازي وقد جمعت القصص التي قام بتأليفها هاينريش ونشرت في مجموعة قصصية بعنوان أيها الجوال هل تأتي إلى إسبـ… والتي أسست لشهرة بول ككاتب قصصي وكلمة إسبـ… هي إختصار لكلمة إسبرطة وهذا العنوان مقتبس من قصيدة مشهورة للشاعر الإغريقي سيمونيدس من القرن السادس ق.م وتسجل هذه القصيدة معركة الثيرموبولاي أو مضيق الجبل التي قادها الملك ليونيداس ضد الفرس مع ثلاثمائة من جنود الإغريق سقطوا جميعا في هذه الحرب وكلمات هذه القصيدة تقول أيها العابر إن جئت يوما إلى إسبرطة فقل لأهلنا هناك إننا نرقد هنا وفاء لعهدنا وقد نشر هاينريش أيضا القصص الأخرى التي كتبها في السنوات الأولى بعد الحرب وضمها في مجموعة قصصية بعنوان الجرح في عام 1983م وتعد رواية الشرف الضائع لكاترينا بلوم من أشهر رواياته على الإطلاقوقد ترجمت إلى أكثر من 30 لغة وحولت إلى فيلم سينمائي وبيع منها في المانيا وحدها حوالي 6 مليون نسخة .

وقد مثل عام 1950م بداية لمرحلة إبداعية هامة في حياة هاينريش بول ويدل على هذا غزارة الإنتاج الأدبي له بداية من هذا العام وكانت أهم هذه الأعمال رواية أين كنت يا آدم في عام 1951م ورواية لم يقل كلمة واحدة في عام 1953م ورواية بيت بلا حراس في عام 1954م ومذكرات آيرلندية وهي من أدب الرحلات عام 1957م والصمت المتراكم للدكتور موركيس وهي قصة قصيرة عام 1958م ورواية بلياردو في الساعة التاسعة والنصف عام 1959م ورواية تأملات مهرج عام 1963م ورواية عندما إندلعت الحرب عام 1965م ورواية صورة جماعية مع السيدة عام 1971م وعن الإتجاه الفكرى والملامح الشخصية لهاينريش بول فقد كان ذا نزعة سياسية يسارية إلا أنه لم ينضم إلى حزب معين وقد ترأس في عام 1970م نادي القلم الألماني الأدبي حتى عام 1972م وهو العام الذى نال فيه جائزة نوبل في الأدب وترأس في نفس الفترة في عام 1971م نادي القلم الدولي حتى عام 1974م وفي السنوات التالية بدأ إهتمامه يزداد بالمشاكل السياسية في المانيا وبعض البلدان الأخرى مثل الإتحاد السوفيتي وبولندا والمجر والتي كان يعارض وينقد سياساتها وكان المعارضان السوفيتيان الكسندر زولشينيزن وليف كوبيليف كثيرا ما ينزلان ضيوفا عليه في بيته وإهتم كذلك ببعض الصراعات في قارة أمريكا الجنوبية وكان يلتقي أحيانا مع بعض السياسيين هناك وخلال رحلة له في تلك القارة أصيب بمرض تصلب الشرايين في ساقه اليسرى حين كان في زيارة إلى دولة الإكوادور وإقتضى الأمر أن يخضع هناك لعملية جراحية وعند عودته إلى المانيا إحتاج أيضا إلي عمليات جراحية أخرى لإتمام العلاج وعلاوة علي ذلك كان هاينريش ينتقد الكنيسة الكاثوليكية وأساليبها وهيكلها حتى أنه أعلن خروجه منها في عام 1976م دون أن يعني ذلك خروجه من الإيمان المسيحي وكان أيضا يدعم حركة السلام وهي مجموعة من الناشطين ومحبي السلام تعارض توجه التسلح الذي إتبعه حلف الناتو وشارك في عام 1982م في مظاهرة قام فيها المتظاهرون بالإعتصام أمام قاعدة إطلاق الصواريخ في موتلانجن القريبة من مدينة شتوتجارت وكان آخر أعماله الأدبية رواية نساء أمام منطقة النهر التي كتبها في بون وصدرت في عام 1985م والتي تعتبر تمجيدا لتاريخ مدينة بون التي تم إختيارها كعاصمة لألمانيا الغربية بين عام 1949م وعام 1990م حينما توحدت المانيا من جديد وأصبحت برلين مرة أخرى عاصمة لألمانيا الموحدة .

وفي بداية شهر يوليو عام 1985م نقل هاينريش بول إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية أخرى في ساقه وبعد هذه العملية عاد إلي منزله في يوم 15 يوليو ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في صباح اليوم التالي السادس عشر من شهر يوليو عام 1985م عن عمر يناهز 68 عاما وأجريت مراسم دفنه وجنازته بعد ثلاثة أيام في مدينة ميرتن القريبة من كولونيا وذلك تبعا للمراسم الكاثوليكية وقد حضر جنازته الآلاف من الألمان سواء من الأدباء أو من السياسيين وغيرهم من عامة الشعب كما حضر الحفل التأبيني ريتشارد فون فايتسكر الرئيس الإتحادي لالمانيا الغربية حينذاك وقد كان لهاينريش بول بعض العبارات المأثورة منها لقد عرفت أن الحرب لن تنتهي أبدا طالما ظل ينزف في مكان ما جرح سببته الحرب ومنها أيضا قوة الكلمات قد تكون أحيانا أعنف من قوة الصفعات والمسدسات وعلاوة علي ذلك فقد نال العديد من الجوائز إضافة إلي جائزة نوبل في الأدب عام 1972م منها جائزة المجموعة 47 الأدبية عن روايته الخراف السوداء عام 1947م وجائزة إدوارد فون دير هايت الثقافية من مدينة فوبرتال الألمانية عام 1958م وجائزة جيورج بوشنر عن مجموع أعماله الأدبية عام 1967م وميدالية كارل فون أوسيتسكي عام 1974م كما نال لقب المواطن الفخري في مدينة كولونيا مسقط رأسه ولقب بروفيسور من ولاية نورد راين فيستفالن وعلاوة علي ذلك فقد نشر له بعد وفاته عدة روايات منها وصمت الملاك في عام 1992م والكلب الشاحب عام 1995م وقرية القتلة عام 2007م كما تم إعادة نشر روايته صليب بلا حب عام 2002م وروايته علي حدود الكنيسة عام 2004م واللتان كانتا قد نشرتا في بداية حياته الأدبية في الأربعينيات من القرن العشرين الماضي ومن جانب آخر فقد قام حزب الخضر الألماني بإطلاق إسمه علي المؤسسة التي قام بتأسيسها عام 1997م وهي مؤسسة مستقلة لا تستهدف الربح تعمل مع عدد 160 من الشركاء في حوالي 60 دولة من دول العالم وتتلخص مهمتها في الإهتمام بنشر المبادئ الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الفردية ومراقبة السياسات الخاصة بالتفريق بين الجنسين كما أنها تركز أيضا في أعمالها على مجالات التنمية وحماية البيئة والتضامن العالمي وكذلك تقوم هذه المؤسسة بتقديم منح دراسية في إطار تشجيع الموهوبين من الطلبة الألمان والأجانب من داخل وخارج قارة أوروبا في شتى التخصصات العلمية والعملية ومما يذكر أنه قد إنطلق نشاط هذه المنظمة في منطقة شمال أفريقيا في دولة تونس منذ عام 2012م في مجال الإنتقال الديموقراطي وحقوق الإنسان والبيئة .

التعليقات مغلقة.