هبة السماء “قصه قصيرة على حلقات”
بقلم دلال أديب
عانت من الحرمان ونظرات الناس المليئه بالشفقه الكثير.
تحملت عبارات رددوها حرقت قلبها،عبارات كانت تشعرها بالعجز وأنها كالارض البور والشجرة بلا ثمر؛يتغامزون عند مرورها قائلين:عاقراً لا تنجب….
لكنها صابره وشيء بقرارة نفسها يحدثها،يهدأ غليان روحها كأي أنثى تاقت لكلمة”ماما”..ذلك الصوت بداخلها يهمس لها في لياليها التي كانت تمضيها على وسادتها باكية وحيدة:لا تخافي فصبرك واحتسابك لله لن يضيع وسيجبرك الله جبراً يليق بالصابرين..
أسئلة أرقتها وقضت مضجعها هل أنا حقاً عاقر؟؟هل سأحرم من حقي بالامومه؟؟وزوجي هل سيبقى على حبه؟؟وهذا الشيء الذي شغلها أكثر فقد حاربت أهلها من أجله وتخلت عنهم وتزوجته..
الهي لا تحرمني من ذلك الوثاق لحبنا والارتباط بمجيء طفل يزيل تعب الايام وحرماني من عائلتي…
عاشت مع زوجها أحلى أيامها لم يبخل عليها بالحب وعوضها عن أهلها فكان نعم الاب والام والاخوة لم تشعر معه بفقد الحنان ولم يشعرها يوماً بتأخر انجابها وكم من مرة قال لها:
أنا لك كل شيء فلا تهتمي للأمر والقدر الذي جمعنا لن يتخلى عنا سيرزقنا ما نتمناه فقط اصبري يا حبيبتي…وصبرت واحتسبت أمرها لله..
ومضت السنين وهي تنتظر ولم تقطع أملها من رحمة ربها يوماً فحبيبها سندها ومؤنسها وعوضها خيراً وحباً وحناناً
حتى جاء ذلك اليوم وأحست أن شيئاً ما تغير في جسدها؛لم تخبر أحداً ولا حتى زوجها وذهبت لأقرب مخبر لتجري التحاليل اللازمه كعادتها في كل مرة والخوف من النتيجه السلبيه يوترها..وانتظرت في الصاله حالمة بخبر يريح قلبها المتعب ويزيل تلك الغيمة السوداء..كانت الدقائق طويلة وثقيلة وكأن الساعة لا تتحرك عقاربها؛تلتفت يميناً ويساراً؛ترقب الوجوه؛قلقة كمن دخل امتحان لأول مرة ونادت ربها:
الهي صابرة على قضائك وقدرك راضية بما تحكم ولن أعترض لكني والله تاقت نفسي لكلمة
“ماما”فلاتحرمني وارزقني ماتراه خيرا لي…..
وخرجت الممرضه…..
يتبع
انتظروني غداااا
………
التعليقات مغلقة.