هب لي عتاباً
وائل هيبة
هَبْ لي عتابكَ إن عتبكَ صاحبي
يسدي إليّ من الكلامِ الصائبِ
لا تصمتنَّ وقد عهدتكَ ناصحاً
تَخْفَى الشموسُ وأنت لستَ بغائبِ
ولقد رحلتَ وما حسبتكَ راحلاً
وتركتني مثل الحريبِ السائبِ
فوجدتُ من بعد الرحيلِ مواجعاً
وشربتُ من بئرِ الظلامِ الشائبِ
يا نهرَ صدقٍ هاجرتهُ مدائنٌ
فمضتْ إلى زيفِ السرابِ الهاربِ
أبكي وأضحكُ والحياةُ رتيبةٌ
والعمر أمسى في الصباح الغاربِ
فإذا ضحكتُ فقد ذكرتك واصلاً
ولئن بكيتُ فللحنينِ النائبِ
ماذا جنيتُ لكي تكون مهاجراً
ولقد زرعتك في الفؤاد الرائبِ
وأذبتُ حبك في الدماءِ ولم يزلْ
يجري على نهر الحنين الذائبِ
راقت إليك حياةُ بعدٍ عِشْتَهَا؟
منْ في الحياةِ كَشِقِ روحكَ صاحبي؟
أنا لستُ أبكي سوءَ حظٍ إنما
من وقع أسيافِ الفراقِ الغاصبِ
وهي الرسالةُ مالها من رفقةٍ
إلا صداها ذاكَ عذرُ العاتبِ
فامنح إذا شئتَ الفوادَ وصالهُ
وإذا أَبَيْتَ فليسَ حبكَ عائبي
أما المذلةُ في الحنينِ فعفتها
ما تنبغي عند النوى من عاربِ
التعليقات مغلقة.