هذا كُلُ ما أراه إعداد فوزي خطاب

هذا كُلُ ما أراه إعداد فوزي خطاب.

لا يزال محمد المخزنجي، الدكتور، والكاتب، والأديب، كاتبي الأثير من المُحْدثين، والمُعاصرين بعد توفيق الحكيم، يتحدث في إحدي مقالاته بحُكمِ دراسته الأكاديمية كطبيب، وتكوينه الأدبي ككاتب، عن متلازمة عصبية نفسية، لها تجليات مرضية مرافقة لأعراض جسدية ولا شك، وهي ما تعارف عليه الأطباء باسم (العَمَهْ المكاني النصفي) الناتج عن جلطة دماغية تدمر الجانب الأيمن من المخ وهو الجزء المسؤول عن التفعيل المركزي للإنتباه، ويتسبب في عدم معرفة وإدراك المريض لكل ما يقع عن يساره من أحداث، وأشياء، وأصوات، وناس،في واحدة من أصعب عمليات الفقد، والإدراك لنصف العالم المحيط بك، وهو ما حدث بالفعل ل(آلان بورجس) أحد هؤلاء المرضي بهذة المتلازمة وهو كما يصفه طبيب المخ والأعصاب بالكلية الملكية بلندن (باريش مالهوتر) يحلق نصف شاربه الأيمن ونصف لحيته، ويأكل نصف ما يقدم له من طعام في جانب الطبق الأيمن، دون إدراك للموجود في نصف الطبق الآخر، ماشيا في الشارع حاصراً نفسهُ في الجانب الأيمن من الرصيف، محتكا بالحيطان، مصطدما بالأفاريز، حيث لا فضاء علي الرصيف أوسع من ذلك بالنسبة له، ناهيك عن أحلام وذكريات، ومتخيلات مرتبطة بالجانب الوجداني الغائب من هذا العالم من حوله، وهذة السيدة التي أشار إليها( أوليفر ساكس) استاذ المخ والأعصاب، بالرمز (س) والتي أصيبت بسكتة دماغية، أثرت علي جزء كبير من الجانب الأيمن من المخ، فقدت معها كُلياً فكرة اليسار، وما يتعلق بكل ما يأتيها من ناحيته
فكانت تشكوا من قلة الطعام المُقدم إليها، إذ انها لا تري سوي الموجود في الجانب الأيمن من الطبق، فتأكله تاركة النصف الآخر دون أن يكون لديها اي ادراك لوجوده، وتضع مكياجاً علي نصف وجهها الأيمن فقط، تاركةً النصف الآخر خالياً تماماً، دون أحمر خُدود أو شفاه، ويؤلمها في ذلك تعليقات ونظرات المحيطيين بها، فتعلق علي ذلك ساخرة انظر إلي المرآه، فأُجُمل كل ما أراه!!!!!
انتهيت من قراءة هذا المقال العلمي، في بابه فوجدتني انتبه لقول ربنا سبحانه وتعالي قادماً إليّ بصوت رَخِييم، شَجِيّ، عبر المذياع في إذاعة القرآن الكريم، وقرآن السهرة من سورة النحل “وما بِكُم مِن نِعْمةِ فَمِنَ الله” .
صدق الله العظيم..