موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هذه قصتي ” باب الرجاء “

641

هذه قصتي ” باب الرجاء “

محمود حمدون

جئتُك يا ” مولانا ” رغبة في الحديث إليك , أن أجدُ لديك إصغاءً لشكواي , أن تستمع لهمِّ يُطبق على صدري ككابوس يمنع عنّي نسيم الحياة .. لعلّي تحرّجت قبل قدومي إليك فعلمي أن أحمالك كبيرة ومشاغلك كثيرة . فهل أخطأت في المجيئ إليك؟ وهل ستردّني خائبًا كما فعل غيرك؟

كان “مولانا” يتكئ على أريكته , يُنصت وعيناه مغمضتان وأصابع يمينه تعبث بحبّات مسبحته ببطء , وكلما هممتُ بالسكوت , أجده يهزُّ رأسه كرسالة يبعث بها من عليائه أن : أكمل ما بدأت , فأنطلق لا ألوي على شيء .

قلت له : نُغّص عيشي أنّي منذ بضعة أسابيع , تعثّرت بطريقي وبمحض صدفة وأقسم لك على ذلك وأنت تعلمُ عنيّ أنيّ لا أحلف إلّا نادرًا وإن فعلت فالصدق ما أقول بعد ذلك , على العموم , ربما كانت صدفة خير من ألف موعد , التقيت ” غجرية ” ممنّ سمعنا بهم قديمًا , الحق أنّي كنت كلما تهطّلت على أذني حكايات عنهن أستعيذ بالله منهن , وربما أتفلُ عن يساري ثلاث كما كانت أمي رحمها الله تنصحني بالابتعاد عن الطرقات التي تنقطع عنها الأرجل وتسكن بها الريح في ليالي الشتاء الباردة .

لكنّي تخليّت عن حذري تلك المرة , وألقيتُ وراء ظهري بوصيّة أمي , فاختزلت طريق العودة ذات ليلة هربًا من برودة الطقس وسُخف حبات المطر المتساقطة كأحجار من سجّيل , بمنتصف الشارع المعتم التقيتها , بريّة يتطاير شعرها الأسود كقطع ليل بهيم , تتسع عيناها كبحر هائج حتى أنّي وأجزم بصدق ما أقول , قد رأيت أشرعة سفن غارقة تتهاوي بين جفنيها , أمر أجفلت منه بشدة , هنا تذكرتُ أن النيّة الحسنة هي بساط ينتهي إلى الجحيم بصاحبها , فرغبت في العودة فإذا بصوت أنثوي ناعم الملمس بعث خدرًا بجسدي يقول : لا تخف , فقدرك أن أنتظرك , قدري أن أجدك بعد سنوات من غُربة …

أجبتها ورعشة تأخذ بخناقي : لكني كهل يكاد يحزم حقائبه وأنا… وقبل أن أستطرد في كلامي , أشارت بسبّابتها : هسسسس , ثم عقصت ضفيرتها , قالت : لو لم تأتِ إليّ لأتيتك حبوًا , ثم سألتني : أتخشاني حقًا, أم تتصنّع ؟

كنت آنذاك أقف على أطراف أصابعي , عين على الطريق البعيد المضيء الصاخب بالحياة, وأخرى عليها أرقبها بحذر , أجبتها: حذّرتني أميّ كثيرًا من ” غجرية ” ستظهر ليّ من العدم ذات يوم آت , كانت تُقسم أن ذلك سيحصل , نبّهتني بودّ , توعّدتني أن نهايتي ستكون علي يديها , وأن مصرعي ما بين الجفن والثغر ..

كانت ” الغجرية ” تُنصتُ إليّ ,ثم اقتربت منّي حتى شعرت بلفح أنفاسها الحارة , سألتني وبسمة غامضة تستقر على شفتيها المكتنزتين : لماذا تخلّيت عن حذرك هذه الليلة؟

قلت لها : نصيب , قدر لا فكاك منه, فكان ردّها القاطع لإجابتي: ها أنت بيدك أحكمت الحبل حول رقبتك ثم دنت أكثر وأكثر حتى تلاشت أصوات السيارات القادمة من بعيد ولم يبق إلاّ بضعة قطرات تتساقط حولنا.

أعتدل “مولانا ” في جلسته , احتسى آخر رشفة بقاع فنجان قهوته ثم نظر إلى جٌدره وأطال بعض الوقت كأنما يلتمس بين جدرانه تفسيرًا أو يهرب من مصارحتي , قبيل أن يضطرب فؤادي من جديد , رفع رأسه إليّ وقال : هل أكملت عبور الطريق لآخره ؟

فاجئني سؤاله , فرددتُ : أتيتُك سعيًا وراء إجابة , لم تُجد مراوغتي تحت وطأ نظرته الحادة فقلت: كان المطر شديدًا في الشوارع الكبيرة, فآثرت الانتظار بعض الوقت , على أمل..

سألني من جديد وهو يجلدني بنظرته النارية : وهل تحقّق الأمل ؟

غمرتني حيرة شديدة زاد من قسوتها حرج كبير , مخجلُ أن يطّلع أحد على عورتك ولو كان ” مولانا ” فاعتذرت لتأخر الوقت وانصرفت ..

التعليقات مغلقة.