هذه قصتي بانجيا …بقلم وليد مجدي
قبل ٢٨٠ مليون سنة بينما كانت اليابسة كتلة واحدة ، أخذت القارة الأم (بانجيا) في الانقسام مولدة قارتين جديدتين ؛ مفارقة بينهما ؛ مباعدة مابين قلبيهما . توقف كل منهما على حافة قارة جديدة ، فكان هو على حافة (جُندوانا) القارة الجنوبية الجديدة ، أما هي فكانت تتابع الحمم الفاصلة بينهما من حافة قارة (لوراسيا) الشمالية ، سائلة نفسها :
متى ستبرد هذه النيران؟
مادة يدها نحوه تطالبه أن يفعل شيئاً ينقذها من هذا الخوف . أما هو فكان جاثماً يضرب الأرض بكلتا يديه شاعراً بالغضب و العجز ، حين كانت بحور الحمم المشتعلة تباعد ما بين اليابستين حارقة كل ما يقترب منها .
سار هائماً على وجهه باحثاً عن عينيها في وجه القمر ليلاً و عين الشمس نهاراً مشيداً من روحه حضارات تحكي تاريخ حبه ، تاركاً قلبه مصلوباً على قمة الهرم الأكبر و ضلوعه تملأ ما بين النيل و الفرات فتنبت فيما بينها مدن و قرى و شعوب تحكي روايات حبه و ذكراه منتظراً أن تعود الأرض فتلتحم ، أن يضم قارته المتباعدة في أحضانه مرة أخرى فقارته الحارة تشتعل اشتياقا .
من برد خوفها ووحدتها تجمدت أطراف قارتها فتلونت بلون الثلج، ما عاد الأبيض يبهجها فراحت تسافر ناحية الشمال لعل كروية الأرض تعيدها إليه ، و حين وصلت منتهى اليابسة ظلت تدعو أن يتوقف الزمن و من ساعتها يدوم النهار لنصف العام و حين بدأ الليل في التسرب إلى نور يومها الطويل فرت عائدة ترسل شوقها مع كل سفينة عابرة إلى قارته بعدما أطفأ الماء نار الحمم .
و مازالت تنتظر
التعليقات مغلقة.