هذه قصتي … سرى جداً
هذه قصتي … سرى جداً
بقلم / سامح الشبة
أشاحت بوجهها بعيداً عنى … وتوجهت بجسدها خارج الغرفة … وغلقت باب الشقة ، إيذاناً بإنتهاء الموعد المحدد للقاء الرئيس … ليلقى بياناً هاماً فى الجلسة الختامية لصالح نفوذنا داخل الشقة وخارجها أيضاً … أدارت جسدها وتوجهت تجاه الرئيس … وقد لاحظت كم هو عظيم بجبروته الخفى عن الأعضاء الحاضرين معى .
المكتب الضخم … والكرسى الدائرى … فرحاً بما عليه … وقد ارتسمت على جبهته علامات التقوى والإيمان … قد كان ذلك قبل أن يلقى بيانه الإفتتاحى الهام … وما أن بدأ يتلو حتى صمت الجميع صمت من هم أموات فى المقابر … حتى ينهى بيانه ويتم مناقشته :-
- على كل واحد منا أن…..
كنت جالساً أمام صورة الرئيس غير مبالٍ لما يقال … فقد مللت من بياناته .
” قد أرسلتها له ليلة البارحة عندما دعانى على العشاء وأعطانى عربون “
انطلق قلبى كانطلاق صاروخ خارج من مجاله الأرضى محلقاً فى فضاء روح عذبة وإلى وجه ذو كبرياء … فمنذ أن سمعت رنين صوتها الذى ينم عن شخصية مركبة تركيباً كيميائياً … عناصر ممتزجة مكونةً ملاكاً شفافاً … وعناصر أخرى ممتزجة مكونةً مارداً متكبراً … صرت كائناً هلامياً قابلاً أن تتحكم فيه وتسيطر عليه فى أى وقت شاءت وفى أى مكانٍ كان .
تذكرت ذلك عند أول لقاء بها داخل الشقة مرحبة بى … وتدعونى أن نتحدث معاً … ولكن بحذر .
وشربنا معاً وتواعدنا على اللقاء مرةً ثانية .. أنا وهى فقط .
واليوم تجمعنا الأيام فى الجلسة الختامية … تتجاهلنى وأعلم مكنونات نفسها … هى تحبنى … أعلم ذلك . - خذوا حذركم من….
كيف أثبت لها أنها تحبنى أنا دون هؤلاء الأعضاء الهامشيين .
أحسست بحرارة جسدها الملامس لجسدى … تجلس فى كبرياء … أنا بجوارها لا شئ … بل أدنى من الكرسى الملامس لزميله . - يجب أن يعرف كل منكم واجباته وحقوقه وأن ……
همست فى أذنها :- - أحبك … أحبك … فلا داعِ للعناد والترفع .
أدرت وجهى حين قذفت صراحتى لتواجهها … وقد تبدل لون وجهها من اللون الأبيض الناصع إلى اللون الأحمر … كأنى إشارة مرور أرغمت كل السائقين على الوقوف الجبرى . - من هنا أيها السادة نبدأ المسير .. والسلام عليكم ورحمة الله .
انطلقت الرحى تصفق تصفيقاً حاراً … ينظر كل منا إلى الآخر فى حالة فرح عم على الكل بعد انتهاء البيان .
رأيتها تتحسس نفسها … أحسست فى النصف ساعة الماضية بالغرق فى بحور العشق … لم تساعدنى لإنقاذ حياتى … بيدها أن تريحنى … وتخلع نقاب كبرياءها أو أن ترحل بى إلى دموع العاشقين النكسرين … التائهين .
” كل يبحث عن رفيق حياته “
الساعة تقترب من العاشرة مساءً … ومازال الصمت يخيم على المكان .
وفجأة انفجر البركان … وحانت ساعة مناقشة البيان … وتصاعدت واختلطت الأصوات … كل يسمع صوته فقط :- - أوافق على ما جاء فى البيان … ولكن ……..
- أتمانع أن نتحد ونصبح قوة …….
- أرجوا الهدوء.
- مازال أمامنا الوقت كى ……
- ماذا تقول ؟!
- كيف هذا ؟!
- لا أوافق.
- لى سؤال هام … لماذا نحن مجتموعون هكذا اليوم ؟!
- عندك حق.
- ماذا ؟!
- لما ؟!
- لا …. لا….
- يعيش ويحيا….
- كلنا هنا من أجل…..
- أحبك … سأظل أقولها للأبد .
- أمازلتم فى ثباتكم … العدو الأول من الخارج … وليس من الداخل .
- أقول الصدق دائماً.
- من أنت كى تحبنى ؟!
- أحبكِ ولكن…
- أتعرف حقيقة من بالداخل أولاً لتعرف حقيقة من بالخارج ؟!
- إنسان ذو كيان وإحساس ونبض قلب … وروح اختارت روح لتشاركها لذة الصمت الكائن فى أعماقنا!
- أنت عدو لنا.
- أوافق.
- أحبك … أنتِ تدرين ذلك … إذن متى المصارحة !
- المصارحة الــ …… لا لن تتحقق إلا إذا ……!
- لا أقدر على مصارحتك … فحبك أقوى من حبى لك .
” لامست يدها وتوهجت النيران داخلنا … ولن تطفئ أبداً “
التعليقات مغلقة.