هذه هي الأنثى
بقلم يحيي الهلال
ما أنصفوا وردَ الرّبيعِ بِعيدِهمْ
أهـدوهُ يومًا والـرّبـيعُ عُـقـودُ
يأتـي الـرّبيعُ بِكـلِّ عـامِ مَـرّةً
وَربـيعُـها طـولَ الحـياةِ يَجودُ
رَيحـانةٌ مَـلأتْ فـؤادي فرحـةً
لَمّـا أطَـلَّ هِـلالـُهـا المَـولودُ
وَعرَفـتُ أنَّ اللهَ أكـرمـَنا بـِها
وبِشـارةٌ مِـثلُ الشّـذا ووعـودُ
تِلكَ البناتُ إلى الجِنانِ يقُدنَنا
والمُـؤنِسـاتُ بِعَـطفِـهنَّ نـُشـيدُ
والأختُ مِثلَ الأمِّ في تَحنانِها
طـِيبٌ وعَـطفٌ والوِدادُ شـُهودُ
سُبحانَ من حرَمَ المُلوّعَ قُربها
طـَيفُ الأعِـزَّةِ مـا يزالُ يـَعـودُ
فارَقنَني نَحوَ اللُّحـودِ وباكروا
تَـرَكوا جِمارَ القـلبِ بَعدُ تَـقـيدُ
أَمّـا الـرّحيمةُ بِـالبَـهـاءِ تَـكلّلـتْ
نَـبعُ العَـطاءِ وَفيضُـهُ المَـمدودُ
مِن صَدرِها رَضعَ الأنامُ ولم يَزلْ
يَـحبو إلـى ذاكَ المَعـينِ وَلـيـدُ
جَـفّـتْ ينابيـعٌ وغـابَ زَمـانُـها
والـرِّيُّ في ذاكَ الأشَـمِّ مـَديـدُ
نَضْاخَتانِ ومِنهما نَبَـع السّخـا
نَسـغُ الحـياةِ وَوِدُهـا وَوَريـدُ
وَتجَمّلتْ بِخِصالِها حَتى غَدتْ
قُـطبًا يَـحـارُ بِـوصفِهِ التّمجيدُ
ذَلّـتْ لها كُـلّ الـرّقـابِ فَخورةً
لِـتُقـبِّلَ الأقـدامَ وَهْـيَ سُجـودُ
قِـدّيسـةٌ بَـعـدَ الـنـّبُـوّةِ دَرُّهــا
مَنْ مِثلُها المَحفودُ والمَحشودُ
أَمّا الحبيبةُ في القلوبِ مَليكةٌ
تَنهـى وتَـأمُـرُ والفُـؤادُ سَـعيدُ
إِنْ أشرقتْ شَمسُ الضُحى من وجهها
جَحظَتْ شَوادنُ وانتشى الغِرّيدُ
والوردُ حَدّقَ في الجَمالِ تَـحسُّرًا
تَـزدانُ من ألَـقِ الزُّهـورِ خُدودُ
يـا روضةَ المُشتاقِ بينَ ظِلالها
اَلشّـهـدُ والصّـهـباءُ والأُمـلـودُ
الأُنـسُ في الدُّنيا سليلُ أميرةٍ
في القلبِ تَغفو والضّلوعُ مُهودُ
لا تَعرفُ الأحياءُ وَهـجَ حَياتها
إلّا بِـحُـبٍّ لِـلـقُـلـوبِ يـَسـودُ
قُطبانِ من بَدءِ الخليقةِ أيقَظا
جَـمرَ الـوِدادٍ يَصـونُـهُ المَعبودُ
نَجمـانِ حِينَ تعـانقا في لَهـفةٍ
ضَحِـكَ الـرّبيعُ وأزهَرَ المَوءُودُ
هـذي هيَ الأنثى بِما جُبِلتْ بِـهِ
أَكـرِمْ بِمَنْ أوصَـى بِهـنَّ وَدودُ
التعليقات مغلقة.