هكذا نختلف
مقال لجيهان الريدي
يعلمنا القرآن الكريم آداب الاختلاف بين البشر
وأول هذه الآداب أنه مهما كانت درجة الاختلاف أو موضوع الاختلاف فيجب أن نبتعد عن السب والملاعنة حتى لو كان الاختلاف في صلب العقيدة والتوحيد ولذلك حكمة بينها رب العزة في قوله :
(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة اﻷنعام 108]
أي أنك إذا سببت أي شتمت آلهتهم سيسبون أو يشتمون الله بغير علم
وستتحمل أنت وزر هذه الخطيئة ” سب الله ” لأنك من دفعتهم إلى ذلك لأنك قمت بسب آلهتهم
لا تستخدموا السباب والشتائم في أي مناقشة أو اختلاف فما بالنا بترويع الآمنين وقتلهم
كلمة نقولها لمن يتسبب في تشويه صورة الإسلام
وما زلنا مع القرآن الكريم نتعلم منه كيف نختلف
ما أروع الاختلاف والجدال في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة سبأ 24)
لاحظوا قول الله تعالى ” وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين” ….. فمع أننا متأكدون أننا على الحق يعلمنا الله ألا نستفز من نجادلهم بهذا اليقين فلا نقول نحن على هدى وأنتم على ضلال بل نقول إما نحن أو أنتم على الهدى أو في ضلال
ثم يأتي قول الله تعالى
(قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة سبأ 25]
وهنا قمة المجادلة بالحسنى فنحن ننسب الإجرام لأنفسنا ”لاتسألون عما اجرمنا” وأنتم لكم ما تعملون ولم يقل ولا نسأل عما أجرمتم ولا نحكم بفساد ما تعملون حتى لا ننفر من نجادلهم …..
ثم يختم هذا الجدال بالاحتكام لله (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [سورة سبأ 26]
والاحتكام لله متمنين أن يرشدنا الله للحق دون مساس بالطرف الآخر فلا نجد شماتة في حالة الخطأ لأي طرف
التعليقات مغلقة.