موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هل الفتاة العربية منحرفة بالفطرة… مدحت رحال

114

هل الفتاة العربية منحرفة بالفطرة…

مدحت رحال

هل الفتاة العربية منحرفة بالفطرة


( في بلادنا ينظر للفتاة على أنها منحرفة بالفطرة ولا يمنع من ارتكابها الفواحش سوى جدران بيتها أو ولي يمسكها )
هكذا !
مقولة مطلقة ودون بيان
اتهام صريح للمجتمع ،

هل ينظر المجتمع العربي إلى الفتاة هذه النظرة فعلا ؟!
سؤال سأحاول الإجابة عليه ،
وهو مطروح للمشاركة ،

يُقصٓد بهذه المقولة الفتاة قبل الزواج ،
وهذا يشمل بداهة كل أم وكل جدة في مجتمعنا ،
فقد كانت ذات يوم فتاة ،

المجتمع العربي يتكون بصورة عامة من :
_ المجتمع المدني
_ المجتمع الريفي
_ المجتمع البدوي

المجتمع العربي متأصل الجذور ، ممتد الفروع
بمعنى انه ممتد من العصر الجاهلي وإلى اليوم ،
اجيال تتعاقب ،
تتأثر بما قبلها وتؤثر فيما بعدها
فهي خط متصل من القيم والعادات ،
وبين جيل وجيل تبرز اختلافات غير محسوسة كثيرا ، ولكننا في المحصلة التراكمية نجد اختلافا كثيرا أو قليلا بين الحقب وعلى امتداد القرون ،

_ في المجتمع البدوي ،
الفتاة شريكة الأهل في شؤونهم وشجونهم وتفاصيل حياتهم ،
فالمجتمع البدوي تحكمه اعراف وعادات وضوابط من القيم ،
فالفتاة هي فتاة القبيلة وليست فتاة اهلها فقط ،

لم يكن المجتمع البدوي بمعزل عن الحياة الإجتماعية ،
كانت الفتاة تحِب وتحٓب ،
ولكنه كان حبا وليس انحرافا ،
هذه ليلي العفيفة صاحبة قصيدة :
ليت للبراق عينا فترى
ما أعاني من عذاب وضنا
احبت ابن عمها / البراق فلم ينكر عليها المجتمع الجاهلي ذلك بل سماها / ليلى العفيفة ،
وهذه ليلى الأخيلية تحب توبة الحميري ولكنها تقول :
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبيل
وهذا الرجل الجاهلي تحكمه الاعراف والقواعد الجاهلية ،
فيحافظ على فتاة الحي ، فله اخت مثلها ،
فيقول :
واغض طرفي حين تبدو جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
إذن هي ليست منحرفة بالفطرة في نظر المجتمع البدوي ،
بل لها مكانتها الإجتماعية في حدود العرف والتقاليد ، منذ العصر الجاهلي وامتدادا إلى العصر الإسلامي وما تلاه من عصور ،

_ في المجتمع المدني ،
الفتاة لها حظ اوفر ،
فرص التعليم والمساهمة في شؤون المجتمع متوفرة لها في حدود العرف والتقاليد ،
ولديها رصيد من الثقة بنفسها وثقة اهلها ومجتمعها ما يجعلها خارج مظنة المنحرفة بالفطرة ،
فهي تذهب إلى المدارس وتلتحق بالجامعات وتمارس العمل الشريف دون تهمة او ريبة ،
وإذا كانت دائما تحت نظر الاهل ،
فليس من باب الإتهام ، ولكن من باب الرعاية والإهتمام
وهي بهذا سبقت فتاة الريف بمراحل ،

_ المجتمع الريفي ،
قُدِر لي أن أعاصر الفتاة الريفية في مسيرتها الحياتية منذ كانت قعيدة البيت وإلى أن أصبحت أستاذة جامعية ،
وأقصد بقعيدة البيت أنه لم تكن قد أتيحت لها فرصة المشاركة في المجتمع ،

لم تكن الأرياف بمستوى المدن ماديا وثقافيا ومعيشيا ،
ففي الوقت الذي كان فيه أبناء المدينة يتمتعون بفرص التعليم بمراحله المختلفة ،
وكثير منهم من تتاح له فرصة متابعة التعليم الجامعي في الجامعات العربية وبعضهم في الجامعات الأجنبية ليسر حالهم المادي ،
كان الريف يفتقر لمثل هذه الفرص ، فهو بالكاد يدبر أساسيات الحياة ،

الريف على ضفتي النهر في فلسطين والاردن يشكل تواما له نفس الهموم والآلام والآمال ،
وقس عليه باقي الاقطار العربية ،

كان الريف يعاني من مشكلتين رئيسيتين تعوقان اللحاق بالمجتمع المدني ،

  • المشكلة الاولى عدم توفر الإمكانيات المادية لبناء المدارس ،
    وحتى لو امكن حل هذه المشكلة جزئيا فقد كانت تبرز :
  • المشكلة الثانية ،
    عدم توفر الكوادر التعليمية الكافية والمؤهلة في وزارات التربية والتعليم ،
    فقد كان المدرسون عموما من حملة المترك او التوجيهي كما نسميها إلا قلة تعد على الاصابع من خريجي دور المعلمين والتي لم تظهر إلا متأخرة ،
    كانت بعض القرى فيها مدارس للمرحلة الإبتدائية فقط ، وفي المدرسة مدرس او اثنان ،
    أما المرحلة الإعدادية فكانت موزعة في عدد قليل من القرى ،
    وأما المدارس الثانوية فلم تكن متوفرة في الريف للسببين الذين ذكرتهما آنفا ( المكان والكادر ) ،

وكمثال لتتضح الصورة ،
تمكن ذوو الامر في بلدتنا بعد كثير من الجهد والإتصالات من فتح صف للأول الثانوي في مدرسة القرية ،
هذا الصف ضم واحدا وخمسين طالبا من سبع عشرة قرية مجاورة ،
هذا فيما يتعلق بالطلبة الذكور ،
وبالطبع فلم يكن للفتاة حظ في هذه الحقبة من الزمن ،
فكان طبيعيا ان يكون البيت هو ملاذ الفتاة تقبع فيه بجانب امها ، ليس لانها منحرفة بالفطرة ، ولكن لأنه لم يكن لديها خيارات ،

ثم تغيرت الظروف
وتطورت وسائل الحياة في الريف ،
فكثرت المدارس للجنسين في مختلف مراحل التعليم ،
ثم ظهرت الجامعات في اكثر من مدينة ،
ولم تكن الفتاة الريفية بمعزل عن هذا التطور ،
فالتحقت بالمدارس ثم الجامعات ،
وقل ان تجد اليوم بيتا فيه فتاة غير جامعية ،

وحتى مع ندرة الوظائف وفرص العمل ، استمرت الفتاة الريفية والمدنية في ارتياد الجامعات ،
واصبح من يبحث عن شريكة حياة يسأل اول ما يسأل عن شهادتها الجامعية ،
وترى الآن ان اكثر من نصف طلاب الجامعات من الفتيات ،
بل إن أكثر من نصف طالبات الجامعات من بنات الريف ،

اقتحمت الفتاة العربية ريفية كانت أو مدنية مجال العمل بانواعه ،
وغزت الرجل في عقر داره المهنية ،
فهي الطبيبة والمهندسة والمدرسة والمحامية والأستاذة الجامعية وغير ذلك ،
اصبحت اليوم ترى الفتاة تسوق سيارتها الخاصة ولا ينكر عليها احد ذلك ،

وجدت الفرصة فاهتبلتها ،
تهيأت لها الظروف فخاضتها ،
لاقت الدعم والتشجيع من الأهل اولا ثم من المجتمع ثانيا فأوغلت في المساهمة بقوة واقتدار في كل مناحي الحياة ،
وتراجع الزواج الذي هو حلم كل فتاة إلى المرحلة الثانية في أولوياتها بعد الشهادة الجامعية ، وكان لها من الأهل والمجتمع خير نصير ،

إذن لم تكن الفتاة العربية منحرفة بالفطرة في نظر الأهل والمجتمع ،
ولكن كانت مرحلة تحكمها الظروف

لا أدعي أننا نعيش مجتمع المدينة الفاضلة ،
منذ أن خُلِق الإنسان وهناك أخطاء ومخطئون ،
ولكنها حالات لا تشكل قاعدة نحكم بها على المجتمع ولو كثرت ،
وإن وُجِد من تشدد قليلا في حماية الفتاة والنأي بها عن مواطن الشبهات فليس لأنها منحرفة بالفطرة ،
ولكنه الحرص على عفتها ،
فهي شرفه وكرامته التي لا يتورع أن يريق دمه في سبيلها

هذا الحرص من الاهل والمجتمع مبعثه :
الخوف ( عليها ) وليس الخوف ( منها )
وشتان ما بين هذا وذاك ،،

اخلص من ذلك إلى أن هذه المقولة عن نظرة المجتمع إلى الفتاة أقل ما يقال فيها إنها ليست منصفة لا للفتاة ولا للمجتمع ،

مدحت رحال

التعليقات مغلقة.