هل تذكر يوم….
بقلم سامح خير
غريبة هى رحلة الحياة، ممتعة فى بعض الأوقات، بائسة فى أوقات أخرى ، و لكن دعنا نتأمل روياً فى اللحظات السعيدة التى تكون هى القليلة للأسف؛ دعنى اليوم أٌذكرك بلحظة سعيدة مرت بك و لكنك لم تنتبه لها.
هل تذكر يوم رأيت العجوز يحمل عكازه الخشبي البسيط ولكنه غير قادر على عبور الطريق بسبب مرور السيارات مسرعة، هل تذكر كم كنت فرحاً و انت ممسكاً بيديه و تتركه على الجانب الآخر من الطريق و انت مبتسم.
هل تذكر يوم كنت تركب الترام ثم دخلت المرأة حاملة طفلها الرضيع ، فترجلت من مقعدك و طلبت منها الجلوس مكانك فظللت واقفاً بقية الطريق سارحاً متأملاً كيف سيكون شكل و لون عيون أطفالك عندما تتزوج.
هل تذكر يوم أرسلتك والدتك لجيرانك القاطنين فى الطابق السفلى أول أيام شهر رمضان حاملاً صينية الكنافة ، ثم نزلت ثانى يوم لتحضر الصينية فتجدها مملؤة قطايف .
هل تذكر يوم رأيت ابن حارس البناية و هو فرحاً بنتيجة الثانوية فأتى لمنزلك حاملاً الشربات يشكرك على الوقت الذى قضيته معه لتساعده فى تحصيل دراسته.
لعلى إذ أردت تذكيرك بمواقف مثل هذه، فسوف لن يكفينى اليوم و غدا؛ حياتنا مليئة بلحظات الحب الباعثة للسعادة؛ حياتنا أرقى من أن نقضيها فى تذكر لحظات ندم أو لحظات الحزن؛ حياتنا عطية ليست ملكنا و لكن ملك لمن وهبها لنا؛ فاغتنم كل فرصة الآن لتتذكرها غداً
التعليقات مغلقة.