موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هل تموت ألفاظ اللغة..بقلم د.وجيهة السطل

246

هل تموت ألفاظ اللغة؟

بقلم د.وجيهة السطل


اللغة كائن حي. تموت منها ألفاظٌ
بمعانٍ، ٠وتتخلق ألفاظٌ بمعانٍ أخرى مستحدثة ،يفرضها الواقع الاجتماعي لأسباب مختلفة.وقد يستمر اللفظان على قيد الحياة، وكلٌّ منهما محتفظٌ بمعناه،مثل لفظ الشرف. وتكون الفائدة زيادة الثروة اللغوية.
فالشرف لغة المكان المرتفع ومنه الشرفة.ثم تطور فأصبح يدل على رفعة الأخلاق وسموها.وهو ارتفاع معنوي.
وهذا التطور الدلالي للألفاظ ، يمثل أثر البيئة والمجتمع في موت اللفظ أو تغيير بنيته الصرفية،أوفي توليد ألفاظ جديدة، لتدل على مصطلحات جديدة. وينبغي أن يحكمها خيط رفيع يربط الأصل اللغوي للكلمة بالمعنى الاصطلاحي الجديد بصورة ما .
وهذا ما تمَّ مع كثير من الألفاظ العربية للمخترعات الحديثة،التي وضعت بدائلها العربية في مطلع القرن العشرين، عصر النهضة الحديث؛ كالقطار،والهاتف، والمذياع .
فالقطار لغة: جماعة الإبل تسير متقاطرة بعضها وراء بعض.
والهاتف: الصوت الآتي من بعيد دون أن نرى صاحبه.
والمِذياع: صيغة المبالغة مِفعال للرجل الذي لايكتم سرًّا .
وقد أحسن علماء اللغة العربية في وضع هذه البدائل الفصيحة، لهذه المخترعات الحديثة أيَّما إحسان.
ويدخل التطور الدلالي للفظة في صميم علم اللغة. ويحدث نتيجة التطوير الدلالي لها من قبل المجتمع ؛وقد يؤثر الأمر تأثيرًا معكوسًا أحيانًا، فيكون استخدام اللفظ بمعنى اجتماعي سيئ،سببًا في تغيير بنيته الصرفية التي جاء عليها في المعاجم، للخروج من هذا المأزِق.
من ذلك : العرْصة فهي لغةً ( بتسكين الراء): الأرض الفضاء المتاحة للبناء أو الإيجار،ولأنه جرى استخدامها في المجتمع بمعنى رديء أخلاقيًّا؛فقد غيروا بنية الأصل صرفيًّا، وحركوا الراء بالفتحة للدلالة على معناها اللغوي الأصلي، مفردًا وجمعًا فقالوا: عَرَصَة وعرَصات( بفتحات ثلاث) للدلالة على الأرض الفضاء.
وقد يكون الاستخدام السيئ للَّفظ أخلاقيًّا سببًا في موته بمعناه الشريف والعزوف عن استعماله عزوفًا تامًّا درءًا للشبهات . ومن ذلك: لفظ (العِلْق، بكسر العين وتسكين اللام) : وتعني القلادة النفيسة تُعلَّق في الصدر. والجمع أعلاق. فهل يجرؤ اليوم أحد على أن يقول لصديقه على سبيل
المدح: ياعِلْق ؟؟؟
وكذلك لفظ (القَحْبة).ويعني لغةً العجوز التي تُكثِر من السعال كما تقول المعاجم. من فعل: قَحَب (الرجل والجمل و المرأة إذا سعل/ت). وهي صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعْل) مثل ضخْم .ولما جرى إطلاقها اجتماعيًّا على البغيّ التي تدعو الرجال إليها بسعالها؛سقط اللفظ من معجم ألفاظ الكتَّاب والمتحاورين في المجتمع ومات . وكفُّوا عن استخدامه بمعناه اللغوي القديم. ولم يعد مستخدمًا للدلالة على فعل السعال.

…..وبناءً على هذا ،فإن معرفة الأصل اللغوي للكلام المرفوض اجتماعيًّا،وإن ذكرته معاجم اللغة،وأسهبت في تأصيله ، لا يعطيه براءة اجتماعية ليستعمل اليوم.
وقد يموت اللفظ بإهماله،وعدم استخدامه.مثل فعلي وَذَرَ،وَدَعَ الماضيين وهما بمعنى:ترك..فقد ماتا وظل حيًّا منهما المضارع والأمر(يَذر ،ذَرْ -يَدَعُ،دَع)

التعليقات مغلقة.