“هل يكون التمييز معرفة” من بستان العربية … د.وجيهة السطل
هل يكون التمييز معرفة؟
د. وجيهة السطل
قد يأتي التمييز معرفةً لفظًا، لكنه في المعنى نكرة، ومثال ذلك قول الشاعر:
رَأَيتُكَ لَمَّا أَنْ عَرَفْتَ وُجوهَنا صَدَدْتَ، وَطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو
والرأي أن “ال” زائدةٌ وليست “ال” التعريف التي تُكسب الاسم معرفةً، والتأويل فيها “طِبتَ نفساً، ومُلِئتَ رعباً”.
والأمر نفسه موجود في قوله تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}،سورة البقرة: ١٣٠ وقوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}سورة القصص:٥٨،
والتأويل في الآيتين السابقتين “سَفِهَ نفساً، وبَطِرَت مَعيشةً” فالمعرفةُ هنا هي فقط لفظية، ولكنها في معنى النكرة.
ومما هو جدير بالذكر في هذا الباب من إعراب التمييز في النحو أن بعض علماء النحو أجازوا أن يأتي التمييز معرفة قياسًا على الشواهد السابقة، ولكن الأكثر صوابًا أن التمييز لا يكون إلا نكرة، أو معرفة تُؤَول بالنكرة، أي معرفة بمعنى النكرة وليس معرفة حقيقيّةً أومُطلقة.
تحياتي
التعليقات مغلقة.