هل يكون نهر الكونغو طوق النجاة لمصر
د.نهاد حلاوة
تعاني مصر من الفقر المائي ..نصيب الفرد من الماء يجب ان يكون من ١٠٠٠ إلي ١٥٠٠ متر مكعب في السنة واذا افترضنا أن عدد سكان مصر ١٠٠ مليون نسمة فإن احتياجات مصر السنوية تبلغ ١٠٠ مليار متر مكعب علي الأقل بينما لا تزيد حصة مصر من نهر النيل عن ٥٥.٥ مليار متر مكعب سنويا وهو يمثل ٩٦ % من مصادر المياه في مصر بالإضافة إلي ٤ % من المياه الجوفية والأمطار أى ان حصة الفرد في مصر حوالي ٦٠٠ متر مكعب اي انها اقل من نصف الإحتياجات الفعلية إذن مصر تعاني من فقر مائي شديد واذا استمر الوضع إلي ما هو عليه ومع الزيادة المتوقعة في السكان قد يقترب الوضع من الكارثة بحلول سنة ٢٠٥٠ وقد يزداد الوضع تعقيدا إذا ما اصرت اثيوبيا علي ملأ خزان سد النهضة في فترة قصيرة
وقد يفرض علينا الفقر المائي خوض حروب سياسية واقتصادية وربما عسكرية لتأمين احتياجات المصريين والحفاظ على الرقعة الزراعية من التصحر والجفاف
إتفاقية ١٩٢٩ هى إتفاقية ابرمتها الحكومة البريطانية الاستعمارية “نيابة عن اوغندا وتنزانيا وكينيا “من جانب ومصر من الجانب الآخر وتقر الاتفاقية حصة مصر المكتسبة من مياه النيل وتعطي مصر حق الفيتو ضد أي مشروع علي مجري النيل من شأنه أن يضر بالمصالح المصرية
اتفاقية ١٩٥٩ … وقعت في القاهرة بين مصر والسودان لتقاسم مياه النيل وجاءت مكملة لاتفاقية ١٩٢٩ وتنص علي احتفاظ الدولتين بحصتيهما والموافقة على بناء السد العالي واقتسام المياه التى سيحجزها السد والموافقة للسودان علي إقامة بعض المشاريع علي النيل لزيادة إيرادات النهر
نهر النيل ..يتكون نهر النيل من التقاء النيلين الأبيض والازرق عند العاصمة السودانية الخرطوم ويلتقي الرافد الأخير للنيل وهو نهر عطبرة مع إتحاد النيلين الأزرق والأبيض حوالي ٣٠٠ كيلو متر شمال الخرطوم ليدخل النيل أرض مصر مكتمل الروافد
ينبع نهر عطبرة من الهضبة الأثيوبية وكذلك ينحدر النيل الأزرق من الهضبة ذاتها.. يشكل النيل الأزرق حوالى ٨٠% من مياه النيل صيفا بسبب الأمطار الموسمية علي الهضبة الاثيوبية بينما تتضائل مساهمته في مياه النيل شتاء بينما يتكون النيل الأبيض من التقاء روافد عديدة تنبع من رواندا و كينيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو لتتحد وتمر بجنوب السودان ثم شمالا إلي الخرطوم
نهر الكونغو “زائير سابقا” .
.هو ثاني انهار أفريقيا طولا بعد نهر النيل وثانى أنهار العالم من حيث كمية المياه بعد نهر الأمازون يبلغ طول نهر الكونغو ٤٧٠٠ كيلو متر وينبع من جنوب شرق الكونغو ويقطع جمهورية الكونغو الديمقراطية ليصب في المحيط الأطلسي
وتتكون دول الحوض من كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ..الكاميرون ..جمهورية أفريقيا الوسطى ..الجابون وغينيا ويتميز نهر الكونغو بقوة تدفق المياه فيه والتى تبلغ ٤٠ألف متر مكعب في الثانية مما يؤهله لإمكانية توليد كهرباء تفي بإحتياجات القارة الأفريقية كلها وتبلغ كمية المياه المفقودة سنويا من نهر الكونغو أكثر من تريليون متر مكعب تذهب كلها إلي المحيط الأطلسي لدرجة ان المياه العذبة تمتد لمسافة ٣٠كم داخل المحيط وتشير التقديرات ان المياه بنهر الكونغو اغزر ١٥مرة من نهر النيل.
قناة جونجلي…
.ظهر مشروع قناة جونجلي للاستفادة من فواقد الأمطار ومستنقعات منطقة السدود لاضافة ٣٠ مليار متر مكعب من المياه إلي إيرادات نهر النيل .. بدأ العمل بالمشروع في سبعينات القرن الماضي وتوقف العمل في القناه مع نشوب الحرب الأهلية في جنوب السودان في عام ١٩٨٣ وقد تم بالفعل حفر ٢٥٠ كم ويتبقي ١١٠كم ولازالت آلة حفر عملاقة قابعة في أرض المشروع ويحتاج إستكمال المشروع توقيع اتفاق جديد بين الحكومة المصرية وحكومة جنوب السودان ويبدو الدور الإسرائيلي واضحا في تأجيج التوترات في منطقة المشروع من خلال التواصل مع بعض القبائل في المنطقة بالإضافة إلي مشاكل تمويل المشروع
مشروع نهر الكونغو …
مضمون الفكرة هو شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل بالسودان ويصب في منخفض القطارة
طرحت الفكرة عام ١٩٠٢ من قبل.. آباتا ..كبير مهندسي الري المصرين بالسودان وبعد ٧٨ سنة من طرح هذه الفكرة عادت للظهور مجددا في نهاية عهد الرئيس السادات عندما أمر بعمل جولة ميدانية في الكونغو لتقديم تصور مبدئى عن المشروع وقامت الحكومة المصرية بإرسال المشروع المقترح إلي شركة.. آرثر دي ليتل الامريكية..المتخصصة فى تقديم الاستشارات والتي بدورها أشادت بالمشروع وبعد رحيل السادات تم إغلاق الملف ولكنه عاد للظهور مرة أخرى بسبب أزمة سد النهضة.
الصعوبات التي تواجه المشروع هى ان المسار المقترح للقناة سوف يبلغ طوله حوالي ١٠٠٠ كم في مناطق غابات إستوائية ذات تضاريس وعرة
عوائد المشروع
١- يوفر لمصر ٩٥مليار متر مكعب تزيد بعد ١٠ سنوات إلي ١١٢ مليار متر مكعب تمكن مصر من زراعة ٨٠ مليون فدان أي حوالي نصف مساحة الصحراء الغربية
٢- المشروع بإمكانه توليد ١٨.٠٠٠ مجا وات من الطاقة الكهربية أى حوالى ١٠ اضعاف إنتاج السد العالي.
٣- توفير فرص لزراعة ٣٠٠ مليون فدان في مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو..
هل سيكون مشروع نهر الكونغو طوق النجاة لمصر من الفقر المائي أم أن إستكمال قناة جونجلي هو الحل الاوقع
احسنت النشر يا دكتور ولكن هل هناك اذان تسمع اوعقول تعي …..اشك في ذلك
رائع يا دكتور