هوامش على مقالات القصة للأستاذ نادي جاد
هوامش على مقالات القصة للأستاذ نادي جاد
سأجيب في هذا المقال على مجموعة من التساؤلات وردت من مجموعة. من الاصدقاء على راسهم الصديق العزيز مصطفى حسين وهو شاعر وخبير في اللغة العربية .
التساؤل الأول عن دور الخيال في القصة القصيرة والرواية:
الحقيقة ان الخيال عنصر مشترك بين كل الأجناس الأدبية وحينما قال فرانك اوكونور أن كاتب القصة القصيرة أقرب إلى الشاعر بينما الروائي أقرب إلى رجل الإجتماع وعلم النفس كان يقصد أن كاتب القصة القصيرة يشترك مع الشاعر في شيئين جوهريين هما تكثيف الموقف لخلق وحدة الانطباع وتكثيف اللغة. فالشاعر لو تناول الجزئيات تحولت قصيدته إلى مقال.وايضا فإن الشاعر يتجنب اللغة التقريرية والتطويل بالاستطراد أو بالتكرار ويميل إلى انتقاء الألفاظ المحملة بظلال المعاني ويتجنب الألفاظ التي يسميها علماء اللغة blank ولهذا فهو دائما كما يقول T.S.Eliot في صراع دائم مع المفردات وإذا لم يفعل الشاعر هذا تحول إلى ناظم وتخلى عن كونه شاعرا. وهكذا يفعل كاتب القصة القصيرة مع بعض الفروق طبعا فهو لا يسعى للمحسنات ولا الصور المركبة ولا اللغة المجنحة على حد تعبير دكتور لويس عوض
اما الروائي فلديه متسع من الزمان وفسحة من المكان ليحلل ويفصل ويستطرد.
السؤال الثاني خاص بطول القصة القصيرة:
وكما بينت من قبل فإن القصة القصيرة يفترض انها تقرأ في مدة تتراوح من عشرين دقيقة الى ساعتين حسب، راي بو وهذا لا يمنع أن هناك قصص قصيرة تتعدى المئة صفحة وروايات لا تتعدى المئة صفحة. إذن فالمسألة ابعد واعقد من عدد الصفحات وإنما في البنية وطريقة السرد وعدد الشخصيات وكم الأحداث
فالقصة القصيرة لا تحتمل العقدة الثانوية ولا تحتمل البنية الواسعة العقدة loosely knit ولابد أن تكون العقدة محكمة tightly knit وإن يكون الحدث محدودا والأشخاص قليلة العدد. ولأن لغة القصة مكثفة فإن كل كلمة فيها محسوبة..واي حذف او إضافة قد يكون عبء على القصة او انتقاصا منها.
التساؤل الثالث عن محاكاة الواقع وعلاقته بالرواية:
والحقيقة أن الرواية لا تحاكي الواقع بتفاصيله وإنما تستانس به لخلق عالم مواز ، لكنها أيضا لا تدور في فراغ وهنا لا بد ان نفرق بين مصطلحين مهمين وهما الواقعية realism و actualism
أو الوقائعية وهو النقل الكربوني للواقع وهذا ليس من الأدب في شيء
التعليقات مغلقة.