هى الاستاذ بقلم.حاتم الغيطاني
هي ذات ثلاثة عشر عاما تقريبا تسير منطلقة ؛ لتعود إلى منزلها تحمل على يدها قرابة عشرين رغيفا يخرج منها بخار الماء – ونحن بعد شروق الشمس والجو بارد – وفي يدها الأخرى قرطاس يحوي الطعمية الساخنة ؛ لتعود سريعا حتى تتناول مع أسرتها طعام الإفطار قبل الانطلاق إلى أعمالهم وعلى الرصيف يجلس رجل كبير السن يمسك عكازا عتيقا وملابسه قديمة كملابس صاحبة الخبز والفلافل يطلب المساعدة بلا كلام ولا إشارة ولا إلحاح… وقد غفل أو تغافل عنه السائرون والراكبون…
وقد وقع منظره على مرمى نظر البنت فشعرت بحاجته كحاجتها إلى الطعام في هذا البرد القارص فانطلقت تعطيه رغيفا وقطعتين من الفلافل فابتسم متمتما بكلمات سمعت منها بعيني لا أذني لفظ الله أحسبه دعا لها وشكر الله ربه و ربها ورأيت على وجه البنت ابتسامة صافية أنارت وجهها الأسمر النحيل بنور لا تراه إلا على وجه يحب مساعدة غيره ، وجه يُرَى عليه أثر السرور بالطاعة لله – سبحانه وتعالى – فبكت عيني، وتعلمت منها درسا عمليا، لاكلاميا مما أعلمه لطلابي في حصة من حصص التربية الدينية في المدرسة… فهي الأستاذ وأنا التلميذ.
التعليقات مغلقة.