هيثم البكاري ….المعزوفة العاشرة
ذَاتَ أُفُولٍ
نَشَرَ اللَيْلُ رِدَاءَهُ وَانْتَشَى
فَرَّخَتِ الهَمْهَمَاتُ
وَاسْتَوَى مَائِلًا ظِلُّ المُمْكِنَاتُ
العَطَاشَى
كُنْتُ المُرِيدَ…
كُنْتُ أُصارِعُ…
وَبِكَفٍ وَاحِدَةٍ
تَشَبَثْتُ بِخَطٍ لِلشَمْسِ
قُلْتُ اسْتَقِمْ
وَظَلْ بَطَلًا لِهَذِهِ الأَرْضْ
بِالأَمْسْ، أَكَّدَ الطَيْرُ المُهَاجِرُ
تَارِيخَ الغِيَابِ وَغَادَرْ
لَمْ يَعُدْ يُدْرِكُ يُتْمَ المَسَافَاتِ
لَمْ يَعُدْ يَذْكُرُ تَرَاتِيلَ الطُرُقْ
لَمْ يَعِدْ حِينَهَا بِالحُضُورِ
اليَوْمَ، تُنْفَى خَارِجَ الوَقْتْ
لَا…
لَا طَعْمَ لِلخَفْقِ هُنَا
حِينَ تَتَمَشَى كَالضِّفَةِ الأُخْرَى
تَصِيرُ بِلَا ذَاكِرَةٍ
بِلَا لَوْنٍ
بِلَا طَيْفٍ هُنَا
فَحِينَ يُعِيدُ المَطَرُ
تَرْتِيبَ مَسَامِ الأَرْض
يَغِيبُ الخَطْوُ
وَيَبْقَى الصَهِيل
يَا أَيُّهَا المَنْفِيُ فِي اللَاوَقْت
واللَامَكَان
أَدْرِكْ عَوْدَتَكَ وَاصْعَدْ
لَا افْتِرَاضَ ولَا انْتِظَارْ
شَاحِبَةٌ تِلْكَ النُوتَاتِ التِي لَمْ تُعْزَفْ
شَاحِبَةٌ كُلُّ المَجَازَاتِ/ بَاهِتَةٌ
لَا لَحْنَ فِي المَنْفَى
لَا لَوْنَ لِلشَدْوِ المُدَجَجِ بِالغِيَابْ
لَيْسَ لَكَ سِوَايْ
حُضْنِي المُلَوَحِ بِالانْتِظَارْ
وَلَا مِنْدِيلَ يُجْهِشُ فِي اللِقَاءْ
حِينَ تَغِيبْ
لَيْسَ لَكَ سِوَى رَسْمِي
حِينَ تُنْسَى
فَالصَيَّادُ المَاهِرُ يَعُودُ
لَوْ عَادْ
بِذَنْبِ كَلْبٍ وَصَبْوَةِ أَرْنَبْ
وَلَوْحَة
هَذَا مَا رَدَّدَهُ الرَّاحِلُ
فِي سَمْفُونِيَّةِ الغِيَابْ
مَعْزُوفَةً عَاشِرة
التعليقات مغلقة.