هي والتفاحة
بقلم أبومازن عبد الكافي
انطلقت إلى السوق مبكرا كما تعودت كل يوم لتشتري الخضار المطلوب الذي عودتها أم زوجها “حماتها” على شرائه بالنقود الزهيدة التي تعطيها إياها كل يوم ؛ لم تكن تناولت وجبة الإفطار هكذا عودوها على الذهاب للسوق أولا ؛ وفي طريقها وجدت المخبز فاشترت خبزا وانطلقت لتشتري الخضار المطلوب بسرعة وترجع حتى لا تتأخر وتوبخها الأم عندما تعود ؛ وصلت إلى أحد التجار في أول السوق يعرض خضراواته وفاكهته بطريقة تجذب إليها الأنظار ؛ فاتجهت نحوه وقالت : بالله عليك ياحاج اوزن لي نص كيلو من كل نوع من اللي في الورقة دي “طماطم وبطاطس وبسلة وفلفل وجزر” بسرعة ونقيها كويسة.
ونظرت يمينا فوجدت الفاكهة فتذكرت ابنتها ذات الخمس سنوات وهي تطلب منها تفاحة تأكلها لأنها في الحضانة رأت زميلتها تأكل تفاحة ولم تعطها منها .. تألمت كثيرا لأنها لا تقدر على شراء تفاحة لابنتها ودمعت عيناها ؛ ناداها الرجل : اتفضلي يابنتي.. الحاجات اللي طلبتيها…
انت بتبكي ليه
قالت له : لا مفيش وأخذت أشياءها ومشت عائدة إلى البيت ؛ وصورة التفاح لا تفارق خيالها وعينها يعكس ضوء النهار دمعها وصوت صغيرتها “هاتي لي تفاحة يا ماما” لا يفارق صداه أذنيها ؛ وهي تمشي مسافة طويلة ذهابا وعودة.. لا تكفى النقود لكي تساعدها على أن تستقل سيارة توفر وقتها وجهدها ؛ وفي طريقها مرت بأرض فضاء واسعة واستأنفت المشي مسرعة فلا أحد يمشي غيرها وأصابتها رهبة ؛ رفعت رأسها للسماء وقالت : يارب…ثم نظرت أمامها وعن بعد رأت شييئا دائريا داكن اللون ملقي على الأرض يشبه الكرة الصغيرة فظنت أنه خيال أو سراب وكلما اقتربت تبدي هذا الشيئ وظهر ولما وصلت عنده وجدته تفاحة حمراء داكنة كبيرة فانكفأت للأرض والتقطتها ومسحت التراب الذي أطفأ لمعانها وقالت : سبحانك يارب يا عالم بي أنا و بنتي أحمدك يارب.
وضعت التفاحة وسط الخضروات وانطلقت سعيدة قلبها ينبض من شدة الفرح من أجل ابنتها التي ستفرح كثيرا بتلك التفاحة.
عادت للبيت ووضعت الأشياء أمام أم زوجها والتي كانت تسيئ معاملتها دائما ؛ فرأت الأم التفاحة فصاحت فيها وعنفتها ظنا منها أنها اشترت التفاحة واتهمتها بأنها أخذت من النقود واشترتها ؛ فقصت عليها القصة وبكت .
التعليقات مغلقة.