هي.. والخذلان بقلم مجدي سالم أكتوبر 2011
هي.. والخذلان..
بقلم مجدي سالم.. .. أكتوبر 2011
تعجل يعبر الطريق عله يصل إليها قبل أن تختفي في المنعطف القديم .. تفادى السيارات المسرعة بخطى متعجلة خلت من أي حذر .. تلاحقه صيحات الإستهجان من السائقين ولعناتهم .. لم يهتم .. لم يلتفت .. يسرع .. يكاد يصطدم بالمارة يمرق بينهم كأنه لا يراهم .. تسارعت خطواته أكثر فأكثر مع شعوره بدنوه منها .. كان يحملق في خطواتها بأحداق الملهوف ينشد ضالته .. هو يحفظ إيقاعها وطريقة مشيتها منذ نعومة أظفارهما .. مع إقترابه منها لاحظ أنها ربما قد اكتسبت بعض الوزن مع مرور الزمن .. جال في خاطره أنه ربما أعطته ملابس الحجاب الفضفاضة هذا الإحساس .. لا يهم .. تذكر كيف كان لون شعرها بديعا .. كيف كانت تسريحتها تميز طيفها لمن يراها من بعيد .. آه .. غطاء الرأس هذا أيضا يخفي شعرها .. هرول .. أسرع .. أسرع .. صار خلفها بخطوة واحدة .. خطوة واحدة .. لم ينتظر .. ناداها بإسمها .. كرر نداءه ثانية بسرعة خشية ألا تكون قد سمعته .. إستدارت بسرعة رهيبة .. تسمرت .. كأنها قد خلقت في هذا الموضع .. نظرت إليه في دهشة بالغة وكأنه صاعقة قد نزلت عليها لتوها من السماء .. وقف شاخصا بصره فيها كأن جنيا قد مسه .. تجمد .. أحس في ومض البصر كأن كل الناس قد وقفت تنظر إليهما .. رأى شريط الذكريات لحب سنين طويلة من عمرهما يجري أمامه .. تبرق عيناها .. تلمع .. تدمع .. تنقبض وتنبسط ملامحها بعنف .. تتطلع في وجهه .. تكاد لا تصدق نفسها .. رأى ذات النور يسطع في الوجه الذي عشقه عمرا .. رأى أصابع الزمن قد رسمت في وجهها أخاديد .. تضاريس لا تختلف أبدا عن تلك الخريطة التي تشكل ملامح وجهه الآن .. تلعثم .. لم ينطق حرفا ولم تنبس ببنت شفه ربما لدقائق .. في عفوية سقطت حقيبة يدها على الأرض .. سارع فالتقطها وناولها إياها في حركة مسرحية بطيئة وكادت الشنطة تقع من جديد مع تلعثم ورعشة حركة يديها الممتدة لتتناولها .. استجمع كل شجاعة الأرض .. نطق بكلمات مرحبة قصيرة سريعة وسؤال تقليدي عن الصحة والأحوال .. لم ترد .. عاد يسأل نفس الأسئلة .. ربما بمفردات مختلفة .. لا يدري .. بدون مقدمات وفي سرعة خاطفة تسابق وميض البرق في السماء ارتفعت كفها في الهواء وسقطت على وجهه في صفعة مدوية أحس أنه قد سمعها كل البشر من خلق آدم حتى يوم القيامة ……
التعليقات مغلقة.