هِجْرةُ غيرُ شَرْعِية …كلمات درويش جبل على البحر الكامل

هِجْرةُ غيرُ شَرْعِية …كلمات درويش جبل على البحر الكامل

1- هَجَرَ الربيعُ قُلُوبَنَا مُتَعَمِّدَا
والصيفُ يسكنُ في الفؤادِ مُمَدَّدَا

2- ماعادَ طَلْقَاَ لِلْمُحَيَّا ضَاحِكَا
وَالبِشْرُ في القَسَمَاتِ يَبْدُو مُجْهَدَا

3- والوردُ مُكْتَئبٌ على أغْصَانِهِ
لا يَنْتَشِي فَرَحًا وَيَسْرَحُ في المَدَى

4- يَرْنُو إلى الآفاقِ نَظْرَةَ بَائسٍ
مَا رَاقَهُ عَبَقٌ ولا طَلُ النَّدَى

5- رَحَلَ العبيرُ مع النسيمِ مُهَاجِرًا
قَدْ خَلَّفَ الأزْهَارَ يَنْهَشُهَا الصَّدَى

6- حَتَى بَدَا لِلْعَين أصفَرَ شَاحِبًا
مِنْ ضِيقِ صَدرٍ في السَّماءِ تَصَعَّدَا

7- مَالَ الخريفُ على الوُرودِ فَضَمَّهَا
في لَوْعةِ المُشْتَاقِ أَرْغَى مُزْبِدَا

8- فَتَهَشَّمَ الطَّلعُ الوَهينِ بِحِضْنِهِ
وَبِزفْرَةِ الرَّيحِ العقيمِ تَبَدَدَا

9- بِتْنَا نُعَانِي قَيْظَ صَيْفٍ دَائمٍ
بِلَهيبِ لَيْلٍ بَاتَ أقْرَبَ للرَّدَى

10- وَاسْتَوطَنَ الحزنُ العتيقُ بِمُهجَتِي
وَاحْلَوْلَكَ الكونُ البَديعُ تَمَرُّدَا

11- لا الشمسُ يُشرقُ فى النُفُوسِ ضِيَاؤهَا
والبدرُ في الآفاقِ يأبى مَوْلدَا

12- وَنَسائمُ الليلِ العليلِ تَمَنَّعتْ
والكَونُ بالإحراقِ بَاتَ مُهدَّدَا

13- لَمَّا تَأَذَّنَ بِالفِرَاقِ مُؤَذِنٌ
والعِيرُ ضَلَّتْ والقميصُ تَهَوَّدَا

14- هَرَبَ البشيرُ مَعَ البِشَارةِ سَارِقَا
ضَوْءَ النَّهارِ منَ العيونِ مُجَدَّدَا

15- وَغَرَامنَا ذاكَ القَديمُ تَلُوكُهُ
أنيابُ ذِئبٍ بالعرينِ تَسَيَّدَا

16- وَتَدَحْرَجَتْ سنواتُ عُمْرِي مَابَدَا
نَجْمٌ يًغَازلُ في سمائكِ فَرْقَدَا

17- أَوَهَكَذَا هَانَ الوِصالُ حَبيبتي
قَدْ بِعْتِ عِشْقًا سَائغًا مُتَفَرِّدَا

18- وَأنَا رَسَمتُكِ بالفؤادِ وَبِالنُّهَى
وَطنًا يَذُوبُ معَ الدِّماءِ مُخَلَّدَا

19- هَلْ للوفاءِ بَأنْ يُبَاع وَيُشْتَرَى
هَلْ للسَّرابِ بأنْ يكونَ المُرشٍدَا

20- مَادُمتُ حَيَّا فالوتينُ وَنبضُهُ
محرابُ عِشْقِكِ قدْ حَبَاهُمْ سُجَدَا

21- بَعَثَ الربيعُ رِسَالةً في مَتْنِهَا
ما عَادَ لي قلبُ الأحِبَّةِ مَعْبَدَا

22- ولقدْ رَحَلتُ معَ الغرامِ لأنني
هُجِّرْتُ قَسْرا نَحْوَ أطرافِ المَدَى

23- فَلَكَم بَسَطتُ يَدَ المَحبةِ حَامِلًا
إطْلاتي ، عَبَقَ النسيمِ ، تَوَدُدَا

24- فَتَلألأ الدمعُ الأسيرُ بِجَفْنِها
والعجزُ سيفٌ أشهرتهُ مُهَنَّدَا

25- فَنَثَرْتُ حُلمي في الضفافِ لَعلَّهُ
بِمَوَاسِمِ التَحْنَانِ يُنْبِتُ بالهُدَى