هِيَ الْأُمُّ شعر /موسى وحدالله

هِيَ الْأُمُّ شعر /موسى وحدالله

١-اللَّهُ يَحْفَظُهَا دَومًا وَيَرْعَاهَا
هِيَ الْحنَانُ وَمَا أسْنَى مُحَيَّاهَا
.
٢-فلا يَفِي الْأُمَّ نَظْمُ الشِّعْرِ مَا نَظَمُوا
وَنَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّ الْعَرْشِ يَرْعَاهَا
.
٣-فَإِنْ بَذَلْنَا لَهَا الدُّنْيَا بِأَكْمَلِهَا
نَبغِي الوَفاءَ لها لا، مَا كَفَيْنَاهَا
.
٤-فَاكْتُبْ لَهَا مِنْ رُضَابِ الْحَرْفِ أَجْمَلَهُ
وَأَسْعَدِ الْقَلْبِ إِنَّ الْهَمَّ أَشْقَاهَا
.
٥- فَقُلْتُ إِنَّ الْبَسِيطَ الْيَوْمَ لِي سَنَدٌ
يُرَاقِصُ الْحَرْفَ كَالْهَيمَانِ تَيَّاهَا
.
٦- مَهْمَا كَتَبْتُ فَمَا أُوفِي فضائلها
فَإِنَّهَا الْأُمُّ لَا تُحْصَى عَطَايَاهَا
.
٧-وَلَيْسَ لِلْأُمِّ مِنْ بَحْرٍ يُسَاجِلُهَا
فَعُمْرُهَا البحرُ، وَالْأَمواجُ مَسعاهَا
.
٨-كَمْ مِنْ لَيَالٍ بَكَتْ وَالْهَمُّ أَرَّقَهَا
كَمْ آهَةٍ أُطْلَقَتْ وَالْحُزْنُ غَطّاهَا
.
٩- كَمْ بَدَّلَتْ حُزْنَهَا بِشْرًا لِتُسْعِدَنَا
تَدْعُو وَرَبِّي عَظِيمُ الجُودِ أرْضَاهَا
.
١٠- وَكَمْ تَمَنَّتْ لنا لِلْعُمْرِ أَجْمَلَهُ
وَكَمْ بَكَتْ خَشْيَةً بِاللَّيْلِ عَيْنَاهَا
.
١١-وَكَمْ بِعَطْفٍ حَوَتْ أَبْنَاءَهَا فَرَحًا
حَتَّى إِذَا ابْتَعَدُوا فَالْبُعْدُ أَعْيَاهَا
.
١٢- فَأَنْتَ فِي قَلْبِهَا بَدْرٌ بِطَلْعَتِهِ
وَإِنَّهَا الْأُمُ مَا أَنْقَى نَوَايَاهَا
.
١٣- كَمْ دَعْوَةٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ تَرْفَعُهَا
وَمِثْلِهَا إِنْ رَأَتْنِي. مَا أُحَيْلَاهَا
.
١٤-مَاتَتْ. فَمَاتَتْ بِمَوْتِ الْأُمِّ بَهِجَتُنَا
وَلَيْسَ لِي مَوْئِلٌ في الْخَيْرِ إِلَاهَا
.
١٥- مَاتَتْ وَمَا زَالَ طَيفُ الْأُمّ يَحْرُسُنِي
فِي كُلِّ حِينٍ تُضِيءُ الرُّوحَ ذِكْرَاهَا
.
١٦- مَاتَتْ وَمَا زَالَ فِي قَلْبِي مَحَبَّتُهَا
لِآخِرِ الْعُمْرِ لن أنسى سَجَايَاهَا
.
١٧- تَمْضِي الْحَيَاةُ بِغَيْرِ الْأُمِّ فِي كَدَرٍ
أَنْسِيتُ دَرْبَ الرِّضَا إِنْ كُنْتُ أَنْسَاهَا
.
١٨- نَبْضُ الفُؤادِ وَهَذَا الْعُمُرُ أَنْفِقُهُ
لَوْ أَنَّنّي مَرَّةً أَحْظَى بِرُؤْيَاهَا
.
١٩- اللهَ فِي الْأُمِّ أَنَّى زَارَهَا كِبُرٌ
دَارُ النَّعِيمِ لِمَنْ بِالْبَرِّ يَلْقَاهَا