وأنا أحلمُ!!
بقلم غريتا بربارة
عندما انتصف الليل ركبتُ
سفينة أفكاري وبقيتُ أنتفضُ
مُرتعشة في ضبابيات خيالي .
مددتُ يدي … وبِأناملي المُرتعشة
رجَوتُ تلك الدقائق
ألا تتركني لِوحدتي وحيدة !
إبقِ معي يا رفيقتي!
دعيني أدخلُ مخدعي
فالأميرة تُحِبُّ أن تحلم بِحبيبها
المُتخفي في ليل أفكارها !
في روحي عناصرٌ تتصارع
تتهادى تتقارب تتباعد
غريبة هي في حماسي
كالسفينة تصارع الأمواج
تهبط وتعلو !
وكانت أفكاري في جوف سفينتي
حاولتُ أن أُلقي رأسي
على وسادة مضجعي
ذاب النعاس فوراً
بين هُدُبي وفي رَحاب أجفاني!
غفَوتُ ورأيتُ حُلُمي في منامي
شوقهُ بِنور صباحي … تتباهى
أزاهيره في روضِ أحلامي !
وبين مَلامسِ أصابع الليل
لِغفوة العين .. كنتُ أشعرُ به يناديني!
كنتُ ألمحُ اليقظة..
أبتهِلُ لِظلِّ الفجرِ أن ينير الغفوة
لِترحل ويبقى الوعي ظِلِّهُ في اللُّبابِ. !!
عانقتْ عيناي أزاهير الحُلُم
اليانعة وانفرادية الذات عن
صباحيات الأنس
وكان مَيلي لِسكون الليل
مُهجتي وحنيني !
ضجَّ في الحُلُم ضجيجه
أتاني على جانح الكنارِ
يطوي الفضاء
يسكبُ الألحان
ينفخُ النجوم بِبوق نورٍ عجيب
انزاح الضباب … بانت الكروم ودواليها
انحجبتْ الأسرار وهجعتْ
عصافير الليل
اختفت عن عيون الهواء
ومليكي أنا مَرَّ ناحية حُلُمي
ارتوى من هواء الهوى !!
لم يشأ أن يترك حُلُمي وحيداً
بل غاب فوق الغيم لِبُرهة
عاد بِنجمٍ من لؤلؤٍ
وجمرة شوقه
من نور. ونار !
السماء أمطرت بدل المطر كؤوساً
من أثير وخمرةَ إلهةَ الحُبّ والجمال
همس لي وأنا أرقص واياه:
ليتني الغفوة بين عينيك
لأبقى غافياً الى الأبد!
أسكُبُ لكِ الأنغام
بين الحُلم واليقظة!
قلتُ له وأنا غافية أرى طيفه
ينحني فوق جبيني:
أيها الكنار غنِّي
وافرح واصرِفْ عني العذابا
إنّ في صوتك عذوبة
تنفخ في أُذني أجمل الألحانا
في الليل أشدوك أغنيةً
وفي الفجر أبادِلُكَ الأشواقا!
يا عزيز النفس أُحضُنِّي بين أثوابك
دعنا نطيرُ بين سديم وسما !
أعشقُ حلُمي !
هو الحُلُم.. هو الجمال والبها !!
بقلم : غريتا بربارة
التعليقات مغلقة.