وافَـنّــاه…محمــد عبــد المعــز
فجأة، صحونا على “الفن الهابِط” وكأنه وليدُ اللحظة، بل عرفنا أُمه وأباه، وأُختَه وأخاه، ومَنْ والاه، ومَنْ عاداه، وصرخنا جميعاً، أو معظمنا: وافنّاه…!
جماهير ومهرجانات، ولقاءات وتصريحات، وضمانات وضمّادات، وكأن “كورونا” الفنِ الهابِط، أصابَ الأُمة، على حينِ غَفْلَةٍ من أهلِها…!
ندوات واجتماعات، قرارات وعقوبات، بمنع هذا ومنح ذاك، والوقوف ضد هؤلاء، والتعامي عن أولئك، بين تسهيلات وتشهيلات…!
تصاريح هنا، وتراخيص هناك، وتحذيرات هنا وهناك، وكأن الْوَضْعَ تحتَ السيطرة، ولو كانت وهمية، والأمور في نِصابِـها، ولو كانت رجعية…!
وحدِّث ولا حَرَج عن الهاشتاجات، ومنْ دَخَلَ وخَرَجَ في الحملات، ودعا إلى استخدامِ الْـمُنظفات، والالتزام بالأعرافِ والعادات…!
فلماذا الآن؟! لماذا كل هذه الضجة، التي أزعُـمُ أنها مُفتعَلة؟!
“الفن الهابِط”… ابنُ مرحلةِ غيابِ القُدوة، وتغييب القُدرة، ابن مَنْ مالوا إلى مَنْ عنده مالُ، ومن ليس عنده مالُ… فعنه الناسُ قد مالوا…!
“الفن الهابِط”… منا وفينا، وما هؤلاء الفقاعات، إلا صدى للتربية الجديدة، التي أساسها ما تملك، والغاية في ذلك تُبـرِّر الوسيلة…!
“الفن الهابِط”… يعتمدُ على مَنْ يَشْتَـرون ويُشْتَـرون، وكلاهما باعَ نفسَه، في سوقِ النخاسة، التي لا مكانَ فيها لفاهِم، ولا مكانةَ فيها لعالِم…!
الهبوطُ ليس فناً، لأن الفنَّ يرقى ويرتقي، ويُقدِّمُ رسالةً نبيلة، بالنموذجِ الأمثل، والحل الأفضل، وينصرُ الحق، ولو كان أعزل…!
لا تلوموا هؤلاء، بل لوموا مَنْ يدعمهم، ويُلمِّعهم، ويُكرِّمهم، في الصفحاتِ والقنوات، ويفسحُ لهم المجال، ويغدق عليهم بالأموال…!
مَنْ يتصدَّرونَ الْـمَشْـهَـد، ويتصدَّونَ للفتوى، يُسَفِّهون النُّبلاء، ويسخرُون من العُظماء، ويُعادون الفُضلاء، ويُوالون مَنْ بلغوا من العُمر أرذلَه، ومن القاعِ أسفلَه…!
…………….
التعليقات مغلقة.