وان عدتم عدنا د.أحمد دبيان

وان عدتم عدنا د.أحمد دبيان

ربما يكون حال دولة يتسرائيل اليوم هو نفس حال بنى قريظة وبنى النضير وبنى قينقاع فى الجزيرة العربية قبل مولد الرسول وبعثته عليه الصلاة والسلام.

فيهود الجزيرة العربية قبل البعثة المحمدية لا يستطيع احد على وجه الدقة ان يسبر لهم أصلاً .

فمن قائل انها قبائل عربية تهودت إلى زاعم انهم بعض قبائل يهود الشتات الذين تفرقوا بعد خراب طيطس للهيكل وما اعقبه من ثورة باركوبا والشتات الأخير .

هناك بحث قيم فى هذا المجال لطالب دكتوراه فى الجامعة المصرية يدعى اسرائيل ولفنسون أشرف عليه عميد الأدب العربى الأستاذ الدكتور طه حسين.

يهود الجزيرة وقتها كانوا يمثلون النخبة العلمية فهم من يجيدون القراءة والكتابة ومعارف أهل الكتاب وهذا ما جعلهم يحظون بمكانة نخبويه وسط القبائل العربية التى كانت كل قبيلة تسعى لعلاقات سرية معهم باطناً وتسعى لكسبهم كحلفاء .

على الجانب القينقاعى او النضيرى او القرظى كانت علاقاتهم ممتدة مع الجميع سراً وفى العلن يدعون الحياد أو يؤلبون القبائل بعضها على بعض.

كان يهود الجزيرة خبراء زراعة وكان نخيل خيبر مضرب الأمثال فى الجودة والى اليوم ، كما كانوا خبراء أسلحة يصنعون السلاح ويبيعونه لكل الأطراف.

وحدة القبائل العربية بالدعوة المحمدية كانت هى نقطة الأفول ليهود الجزيرة، أفولاً أخرجهم من دائرة الحدث والتاريخ ولقرون .

كانت وحدة هذه القبائل ايذاناً بكسر احتكار العلم والنخبوية وارهاصاً لميلاد الحضارة العربية واسهاماتها العلمية فى أطوار الحضارات.

كانت ازاحة يهود الجزيرة من فدك وخيبر والى تيماء ثم الشتات الأخير هى ما اشار اليه القرآن فى ايات الذكر الحكيم من سورة الاسراء:

( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا

فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا

عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا )

تبقى اية ( وان عدتم عدنا) مفتاح الدرب بوحدة الطريق والهدف وريادة القائد ، من سوف تؤهله السماء لهذا السبيل .